ماريّـا قباره
في مواجهة العنف وخطاب الكراهية الّذي يسود العالم يظهر يسوع نفسه بالتّعليم: "أنّ الودعاء سيملكون الأرض". في القديم كانت شريعة العين بالعين تطالب بالإنصاف عند الانتقام في سبيل استعادة العدالة المهضومة، أمّا يسوع فيطالب بالصفح لغاية سبع وسبعين مرّة، ويوّجه أمره للجميع "أحبّوا أعداءكم وادعوا لمضطهديكم". ولئن كان الإنجيل، بشارة الفرح والسّلام، مرتبطاً ارتباطاً جذرياً باللاعنف، فمن البديهي أن تساهم كنائس المسيح في نشر طرقٍ وأساليب وخطابات دفاع لاعنفية، وتنظّم أساليبها بمواصلة عيش اللاعنف نصب عينيها، في صميم حياتها وبين جماعة أفرادها. إن لم يكن العنف دامياً، إلاّ أنّه منتشر بنطاق واسع بين أبناء الكنائس. فمنذ أكثر من عقد من الزّمن نلاحظ دعوات واضحة وصريحة من أكاديمييّن لاهوتيين، وخدامٍ كنسييّن مستنيرين، ورعايا كنسيّة لتجديد الخطاب الديني المسيحيّ مطالبين بثورة دينيّة إصلاحية واجبة على كافة أطر الحياة والعمل الكنسيّ، وخاصّة، في ظلّ الحاجة المُلحة اليوم لرؤية جديدة يمكن البناء عليها محلياً وكنسياً في مكافحة الخطاب الدينيّ المسيحي المُتزمت والّذي تعاني من تناميه الكنيسة الأرثوذكسيّة عامة، والأنطاكيّة خاصّة. فلا يمرّ يوم إلاّ وتطلعك صفحات التوّاصل الإجتماعي وغيرها من وسائل الميديا بأخبار ومقالات عنفية تجاه المرأة، وخطابات كراهية مخيفة تجاه الكنائس غير الأرثوذكسيّة. فإذا أخذنا أمثلة ومواقف نلاحظ أنّه: كم من مطران ومسؤول كنسيّ ينتهك الكرامة الإنسانيّة بإصداره حكم أو حرمان يعتبره "منحرفاً" قبل إعطائه أبسط حقوق الدّفاع المشروع عن النّفس؟ أو عندما يفرض هذا المطران على أبرشية بأكملها رعاة ترفضهم الأغلبية السّاحقة؟! وماذا عن الصّمت المريب للكنيسة إزاء الظّلم وإفقار المواطنين تبعاً نهب المال والمساعدات الإنسانيّة وقمع الحريات والبيدوفيليا داخلها؟ في الآونة الأخيرة، يبرز العنف والخطاب "التكفيري" المسيحيّ ببعض مواقف أصبحت واضحة وجليّة بإدعاء كنيسة ما الإستئثار بالحقيقة كاملة معتبرة أنّ تقاليدها وعقائدها هي ذاتها ووحدها "إرادة الله" لخلاص الإنسان. فكم من مجموعة مسيحيّة أو رهبانيّة ترفض أيّ حوار أو مشاركة مع إخوة وأخوات لها لا يشاطرنها ذات الآراء، وكم يصبح الأمر أكثر سوءاً وحِديّة بإيجاد حوار مع كنائس أُخرى؟ وإلى متى ستبقى قوانين الأحوال الشّخصيّة تنتقص من حقوق وكرامة المرأة، صورة الله، وتجعل هذه القوانين محتكرة برأي وقرار أساقفة رجال ضمن مؤسسة دينيّة لا تتبع استشارة حقوقيّين وذوي اِختصاص؟ لقد ثار يسوع بحزمٍ ضدّ "التّقاليد التّي أبطلت كلمة الله"، والّتي بها كان فريق من اليهود "يخرقون وصيّة الله"، متعدّين النّاموس ومحبة الله، فصاروا يكرمون الله بشفاههم، وقلبهم بعيد منه، فباطلة عبادتهم ووصايا بشر تعاليمهم". اعتمد يسوع الوداعة في التّعامل مع النّاس ومع القضايا الإجتماعيّة والفرديّة، والدعوة الشّخصيّة الموجهة إلى ضمير الفرد والّتي للاقناع بها بصبرٍ وأناة، ولمدّ يدّ العون معنوياً ومادياً المكان الاول. لذلك، على الكنائس أن تبرز قيم اللاعنف وتنشرها بما يقتضي من وسائل داعمة كلّ مبادرة في هذا المضمار. وأن تعيش اللّاعنف، داخلياً، في صميم حياتها، وفيما بين قادتها ومرؤوسيها ورعاياها، ولا تسمح بانتهاكات مستمرة تحت مسمَّى "فتاوى" وتفسيرات دينيّة محافظة كنسياً. فكم من فرقٍ كنسيّة تقود حملات هجوم عنيفة على المفكرين واللاهوتييّن والباحثين الّذين لديهم رؤى مخالفة لها، أو الّذين ينتقدون استدعاء التّقليد في ظروف غير مناسبة. كما ّأنّها لا تقبل بأيّ نقدٍ لدورها وتعمل على التّضييق على حرية الرأي والتّعبير؟ على الإنسان، أولاً وأخيراً، أن يحارب بكلّ قواه الشّرور المتنّوعة، الّتي ترزح الإنسانيّة وخفايا قلبه تحتها. وعليه أن يقاسم أخاه ألمه ومعاناته لتهون المآسي. هذا التّحدي هو شرط من شروط الإيمان ودليل عافية نفسيّة وروحيّة.
0 Comments
Maria Kabara
لقد باتَ العالم قرية صغيرة في ظلّ التّحولات السّريعة لوسائل الاتصال والثّورة المعلوماتيّة، وبدأ تأثير هذه الثّورة الرقمية يتضّح في كافة أنشطة الحياة الإنسانيّة. وفي ظلّ هذا التسارع في العصر الرقمي وزمن الصّورة الرقمية وتقنيات الذكاء الاصطناعي وبرنامج "شات جي بي تي" (ChatGPT) والهولوغرام (Hologram)، وغيرها من التّقنيات والابتكارات التّكنولوجيّة. لهذا، حرصت جامعة دار الكلمة في فلسطين على دعوة مجموعة من الخبراء في هذا المجال الرقمي من منطقة جنوب غربي آسيا وشمال إفريقيا لفتح واستكشاف أفقاً لهذه المسألة المهمة في الوقت المناسب وبطريقة علمية، ولمناقشة استخدامات التّحول الرقمي في المشاركة والممارسات الدينيّة ومستقبله على صعيد قطاعات الفنون والمؤسسات التعليميّة والثّقافيّة، وأيضاً، لعرض التّحديات واستخلاص الفرص المُتاحة لدمجها مع تقنية الذّكاء الاصطناعي. هذا ما نوّه إليه القس البروفيسور متري الراهب مؤسس ورئيس جامعة دار الكلمة بقوله: "ستجلب الثّورة الرقميّة التّي نمرّ بها فرصاً لا نهاية لها ولكن، أيضاً، تحديات هائلة وسوف تُحدث ثورة في عملنا ودراستنا وكيفية ارتباطنا بأنفسنا والآخرين". ومن جهة د. باميلا شرابية مديرة برنامج اللّقاء التّشاوري ذكرت: " أنه تمّ دعوة المشاركين لمناقشة أسئلة عديدة منها: ما هي الآثار الأخلاقية والأيديولوجية والأنطولوجية للحياة الرقمية للأفراد والمجتمعات؟ وما هي الطّرق التّي يتحول بها المَشهد الثّقافي المعاصر نحو الرقميّة في جنوب غرب آسيا وشمال إفريقيا؟ وماذا عن الأمن السيبراني والقوانين والسّياسات الحكومية، مثل تلك المُتعلقة بالسّياسات التّنظيمية لإنترنت الاشياء في قطاع التّعليم العام؟". هذا اللّقاء عُقد في لارنكا من أعمال قبرص في 9-10 حزيران حول "الدّين والثّقافة والتّعليم العالي والتّحول الرقمي لجنوب غرب آسيا وشمال إفريقيا: التّحديات والفرص"، والّذي نظّمته جامعة دار الكلمة والمنتدى الأكاديمي المسيحي للمواطنة في العالم العربي (CAFCAW) . أكدَّ المشاركون والمشاركات على أهمية التّحول الرقمي عبر تفاصيل الحياة الإنسانيّة من ثقافة، دين، تعليم، صحّة، قانون، فنون …الخ. وتمّ تبادل الأفكار حول كيفية الاستفادة من هذا التّحول الرقمي سريع التّطور لتعزيز إمكانية التّغيير الإجتماعي في منطقة جنوب غرب آسيا وشمال إفريقيا وخارجها. شارك في هذا اللقاء التّشاوري أكثر من 36 أكاديمياً وفناناً وخبيراً من مختلف دول جنوب غرب آسيا وشمال إفريقيا ومنها فلسطين وسوريا ولبنان والأردن والعراق ومصر وعمان والمغرب، بالإضافة إلى حِفنة من المشاركين والمشاركات من الشّتات في أوربا من اختصاصات عديدة في اللّاهوت والسّياسة والقانون والعلوم الإنسانيّة والاجتماعية. وقد تضَّمن اللّقاء ورشات عمل وعروض أوراق أكاديميّة بحثيّة ونقدية، وجلسات حوار أكاديميّة والّتي شملت مداخلات قصيرة ونقاشات في العمق وجلسات تمهيدية وعامة وختاميّة. حيث تمّ التّركيز خلال اللقاء على مناقشة ثلاثة محاور: المحور الأول كان حول الدّين والتّحول الرقمي، والمحور الثاّني ركّز على الثّقافة والتّحول الرقمي، أمّا المحور الثّالث فناقشَ موضوع التّعليم العالي والتّحول الرقمي. اللّقاء التّشاوري في لارنكا هو، ولا شكّ، ثورة فكرية غامرة ومناسبة للتبادل الثّقافي والعلمي، وأيضاً، لطرح أسئلة ملحّة أخرى، لاستنباط مواطن الضّعف والمخاطر، في ظلّ هذه الثّورة الرقمية، الّتي علينا استشرافها وفهمها لخدمة الإنسان ومصيره وكرامته. مارسيل فؤاد
Marcielfouad3@gmail.com لفظ رجل الله لفظ سائد جدا في الكنائس ، ولا يعرف المجتمع الكنسي مدى العنصرية في هذا اللفظ ومدى الشعور بالمهانة والتغيب التي تشعر بها المرأة التي تقدر ذاتها وتدرك قيمتها في الله ، كما أن هذا اللفظ العنصري يتجاهل فكرة وجود امرأة مؤمنة وإيماناها اقوى وأعمق وأصدق من الكثير من الرجال في معظم الأحيان، بل جعل البنات والنساء تتمنى لو كانت رجل وتشعر بالغربة في بيت الله . عندما أعترض على هذا اللفظ يكون الرد دائما أنى ارفض كلام الله لأن لفظ رجل الله ورجال الله يوجد بالعهد القديم وهذه حقيقة، لكن ينقسموا إلى نوعين:- النوع الأول :- لا يوجد عليه اختلاف مثال : - "وَهذِهِ هِيَ الْبَرَكَةُ الَّتِي بَارَكَ بِهَا مُوسَى، رَجُلُ اللهِ، " (تث 33 :1) هذا النوع الله يتكلم عن موسى كونه رجل وهذا صحيح وكونه رجل الله وهذا صحيح لأنه خدم الله بقيادة شعب إسرائيل من العبودية لأرض الموعد. النوع الثانى :- موضوع الاختلاف مثال العهد القديم :- " وَطَلَبْتُ مِنْ بَيْنِهِمْ رَجُلاً يَبْنِي جِدَارًا وَيَقِفُ فِي الثَّغْرِ أَمَامِي عَنِ الأَرْضِ لِكَيْلاَ أَخْرِبَهَا، فَلَمْ أَجِدْ." (حز22 :30) مثال العهد الجديد: - " اِسْهَرُوا. اثْبُتُوا فِي الإِيمَانِ. كُونُوا رِجَالاً. تَقَوَّوْا"(1كو16 :13) أختلافى على هذا النوع حيث يعتبر صفة الإيمان حكراً للرجال فهذا النوع نتاج مجتمع ذكوري لدرجة جعلت النساء أنفسهم يعتبرون وصفهم كرجل مدح ويشعرون بالفخر عند وصفهن أنهن رجال بينما في المقابل يعتبر الرجل وصفة بامرأة أهانه وتقليل، فوصف الرجل بامرأة يعتبر أكبر سبه تقال للرجل في مجتمعنا. وحتى الوحى كتب بواسطة رجال ونحن نؤمن أن الوحى ليس لفظي أو إملائي بل كان عملية مشاركة متبادلة بين الله والإنسان ،فوحي الكتاب المقدس يهتم بالجوهر لا بالظاهر، فمثلاً كلمات يسوع في الأناجيل ليست هي كما نطقها يسوع بالحرف، وإنما هي جوهر ما قاله يسوع. والعهد الجديد يكلمنا عن إنسان الله (كلمة إنسان مثنى اى امرأة ورجل) فمثلاً : " وَأَمَّا أَنْتَ يَا إِنْسَانَ اللهِ فَاهْرُبْ مِنْ هذَا، وَاتْبَعِ "(1تيمو6 :11) "لِكَيْ يَكُونَ إِنْسَانُ اللهِ كَامِلاً، مُتَأَهِّبًا لِكُلِّ عَمَل صَالِحٍ"(2تيمو 3 :17) يجب أن نراجع ككنيسة كل المصطلحات العنصرية والذكورية التي هى في الأساس ضد مشيئة الله لنا في المساواة والتكامل والتكريم ، في ضوء الكتاب المقدس نجد أن النساء المؤمنات التقيات هم أكثر بكثير، وهذا واضح جدا اذا نظرنا في حياة المسيح على الأرض فكانت التلاميذ النساء أكثر وفاء وعطاء وشجاعة فالكنائس تقوم على أكتاف الخادمات النساء بدون مقابل مادى ولا حتى معنى أو ابسط الحقوق وهو الاعتراف بما تقدمة وفى المقابل يخدم الرجال مقابل لقب قسيس وكاهن وظيفة ووجهة اجتماعية وتقدير من الكل. ![]() مارسيل فؤاد Marcielfouad3@gmail.com كتبت الشاعرة أمينه عبد الله وقالت: "يشغلني كثيراً أن الله امرأةً محبة فهي القادرة فقط على خلق كل هذا الجمال من عدم وهي القادرة على فعل الولادة..." تم رفع قضية على هذه الشاعرة المصرية حين تكلمت عن الله كأم ، والسؤال هل هناك أعظم من الأمومة لكى ننسبه لله ؟! حقاً الله روح لا جنس له ومن العبارات التي تدل على روحانيته ما جاء في تث 4: 15-18 "فَاحْتَفِظُوا جِدًّا لأَنْفُسِكُمْ. فَإِنَّكُمْ لَمْ تَرَوْا صُورَةً مَّا يَوْمَ كَلَّمَكُمُ الرَّبُّ فِي حُورِيبَ مِنْ وَسَطِ النَّارِ. لِئَلاَّ تَفْسُدُوا وَتَعْمَلُوا لأَنْفُسِكُمْ تِمْثَالًا مَنْحُوتًا، صُورَةَ مِثَال مَّا، شِبْهَ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى". هكذا فتذكير (من الذكورة) الله ضد كلمة الله. فالروح عقلانيّ الفكر، أخلاقيّ الضمير، حر الإرادة. أنا أؤمن أنّ الله روح ليس ذكرًا ولا أنثى لذلك يحيرني السؤال التالي: لماذا عندما نشبه محبة الله الفائقة لنا نشبهها بالأب؟! لقرون ينسبون لله الذكورية ويرون انّه مدحٌ، أمّا نسب صفة أنثويّة لله فيعتبرونه أهانه لله! كتبت كتابي "الله المرأة والأخرون" (دار رسالتنا للنشر) وهو بحث عن الصفات الأنثوية لله في الكتاب المقدس وكم تعزّى قلبي عندما أدركتُ أمومة الله التي حجبوها عنا طول هذه القرون. فالله روح ليس له نوع جنس ولم يرَ أحد الله، ومن حق كل إنسان أن يرى الله كما يحب فكل منا لمس الصفات الجميلة في الأمومة والأبوة ونتعزى عندما نتحدث عن الله كأب فلماذا لا نرى الله أم؟! فالأمومة أعمق وأكثر أصالة من الأبوة وأكثر ارتباطاً بالمولود بحكم الطبيعة نفسها؛ فهي من تحمل وتلد وترضع. ومهما قدّم الأب للطفل لا توازي تقدماته أبدًا ما تقدّمه الأمّ بحكم الطبيعة. أمومة الله هزت أركان قلبي وأوضحت لي شخصيّة الله بشكل مختلف ومتميز، لأن الأبوة والأمومة معًا يعبّران عن صورة الله (تك1: 27). فالله ليس ملقح يرمى بذرتنا بدون أن يشعر بها، بل هو حاضن قريب منّا كالأمّ. فمن رسموا الله على صورة ذكر وأب فقط، لا يعلمون كم شوّهوا صورة الله؟! فالله خلق الأنسان "مثنى ذكر وأنثى" بهم تكامل يعبر عن صفات الله، فالجنسين يتكاملان مثل العينين في وجه الأنسان. عندما نعظ عن الله كأب فقط نقدم إلهًا يفتقر للصفات الأنثوية الرائعة كالحب، والحنان، والتضحية، والأمومة. انا شخصيًّا لا أرى حبًّا أعظم من حبّ الأم، فهي فعلت الكثير قبل أن يرى الأب الطفل ودفعت ثمن الولادة من جسدها، وخاطرت بحياتها في عمليّة الولادة، واستنزفت من صحّتها في فترتي الحمل والرضاعة المرهقتين، وخاصة فترة الحمل التي غيّرت ملامحها وأثقلت جسدها. فما يحدث للأم من تغيرات عند الحمل والولادة يشبه في نظري الفداء الذي حول شكل المسيح الذي قيل عنه "أَنْتَ أَبْرَعُ جَمَالًا مِنْ بَنِي الْبَشَر" (مز45 :2) إلى "لاَ صُورَةَ لَهُ وَلاَ جَمَالَ فَنَنْظُرَ إِلَيْهِ، وَلاَ مَنْظَرَ فَنَشْتَهِيَهُ (إش53 :2). الله لم يخلقنا من لا شيء، بل من كيانه، ومن ذاته تمامًا مثل الأُم التي تنجب طفلها من ذاتها ولحمها ودمها. وعلى هذا نكون نحن لحم الله وجسده وأعضاؤه، هناك إذًا علاقة عضويّة بيني وبينه، خلقني وجبلني من ذاته، وحينما أبتعد عنه أشعر بفراغ داخلي نفس شعورنا عندما تبتعد الأم عنّا ونحن رُضَّع. والعكس بالعكس، فحينما أبتعد عنه ينقصه شيء، وكأنّ شيئًا قد انتُزع من أحضانه، ويشعر ب«فراغ» أنا الوحيد الذي بمقدوري أن أسدّه. فالمسيح حملنا كما تحمل الأم المولود، لذلك بعد اللقاء معه تكون لنا ولادة ثانية "مَوْلُودِينَ ثَانِيَةً، لاَ مِنْ زَرْعٍ يَفْنَى، بَلْ مِمَّا لاَ يَفْنَى، بِكَلِمَةِ اللهِ الْحَيَّةِ الْبَاقِيَةِ إِلَى الأَبَدِ" (1بط 1: 23). والله في الكتاب المقدّس يلد "كلّ مَنْ هُوَ مَوْلُودٌ مِنَ اللهِ لاَ يَفْعَلُ خَطِيَّةً، لأَنَّ زَرْعَهُ يَثْبُتُ فِيهِ، وَلاَ يَسْتَطِيعُ أَنْ يُخْطِئَ لأَنَّهُ مَوْلُودٌ مِنَ اللهِ" (1يو3: 9)؛ فالولادة من الله ليست مجرد أنّه ألقى بذور الحياة داخلنا، بل تعني أنّه حملها ورعاها وأهتم بها كما تهتم الأم بتفاصيل نمو أولادها. الاعلامي ميلاد موسى لا يختلف إثنان من داخل البيت الكنسي الإيماني بأن الزواج المدني في نظر الكنيسة ورجال الدين يعتبر خطيئة ، وتهميشاً لعملهم وعمل الإله، فالزواج في الكنيسة هو أحد الأسرارالمقدسة ، بينما تنظر الاخيرة إلى الزواج المدني على أنه عقد إجتماعي لا علاقة له لا بالأسرار المقدسة ولا بالله ولا "بالروح القدس" لسنا هنا بصدد الدفاع عن الأسرار المقدسة او تفنيد عمل رجال الدين ، ولا حتى الدفاع عن الزواج المدني ومُريديه إنما أردنا معايشة الحدث والدخول في تفاصيل حياته دون الحكم المسبق .... أي إرتباط بين رجل وامراة يؤدي إلى تكوين أُسرة، مَمَرهُ الوحيد ( اذا ما قاده الوعي ) هو الحب .. فالحب يقرب المسافات ويلغي الاختلافات وأراد القديس أغوسطينوس من قديم الزمان إيصال رسالة مفادها بأن الحب هو خروج من صدفةِ الذات، هو بالضرورة انفتاح على الآخر، هدم لجدران الأنانية، إعطاء الغيرية قيمتها. وهو نفسه يفرق بين طرفين من الحب: الحب الأول هو الحب السطحي الذي يدور في حلقة مفرغة، ولا غاية له إلا نفسه، أما الحب الثاني فغايتهُ التعلق بالغير، وهو بهذه الصفة خروج من فلك النفس الضيقة وعقد صلة بالآخر. لن نبحر هنا في ماهيةِ الزواج المدني وبنيانه وسنفترض بأن العلاقة في الزواج الكنسي والمدني، مبنية على صخرة الحب . "الكنيسة"تريد تكليل هذه العلاقة من خلال يسوع المسيح ، أو بوجود الرابط الإلهي والسر المقدس ، الامر الذي لايعني كثيرا الراغبين في الزواج المدني ، وهنا نقف على مفترق طرق .. فاذا ما افترضنا بأن الكنيسة ايضا تحمل لواء التبشير بالحب ، وقبول الآخر وهي كذلك وفي الطرف المقابل من يرغب في عيش حياته بحب ولكن من دون سلطة الكنيسة ( كما يدعون ) .. فلماذا نجد أحيانا هجوماً من بعض رجال الكنيسة على الزواج المدني وعلى ثمرة هذا الزواج حيث لفتني قول البعض عنهم ووصفهم بأنهم ابناء ( زنى ).. فما هي الصورة التي يقدمها بعض المتحدثين بلسان الروح القدس أو المتعصب لدينهِ حين يصف الآخر بعبارة قاسية أو حين يدين الآخر الذي لا يشبههُ، أليسَ هذا عدم قبول للآخر وتعصب أعمى !!!!؟؟؟. فمثل هذه التصريحات الهجومية التعصبية هي السِّمُ الداخلي او السوس الذي ينخرُفي جسم الكنيسة ، فما هو المثال المقدم لشبيبتنا التي تشاهد وتراقب .. بولس الرسول كان في إنفتاحه على الاخر بالحق ، سيفٌ ومنارة ، لم يقدم أي تنازلات ولكن إنفتح بقلبهِ وصدرهِ وفكرهِ على كل الأمم هو نفسهُ من هاجم صخرةَ الكنيسة (بطرس )حينَ أرادَ التمسك بالشريعة ، حيثُ لم يكن يجرأ بطرس الرسول أن يجلس مع المسيحيين من أصل وثني خوفا ًمن المسيحين من اصل يهودي ، واليوم نرى في عالمنا ومحيطنا من يرفعون هذا الشعار وينشرون الانغلاق على الذات والخوف من الآخر ، بحجة الحفاظ على الإيمان القويم وتعاليم الآباء ، ولكنهم بالفعل يغرقون في التعصب حيث يُكفرون الآخر بمجرد الإختلاف بالرأي أو حتى جلوسهم مع اآاخر المختلف، محبة هؤلاء مكبلة ، عمياء، شمطاء، كسولة ، متقوقعة ، لاتقبل النقد أو الرأي الآخر . يسوع المعلم والفادي ذهب للحد الأقصى في قبول كل ما هو مختلف وغريب ، لم ننسى المرأة السامرية ومتى وزكا والمجدلية والأبرص ، وحتى من صَلَبهُ ، كان له حصة في حب وقلب يسوع . أحترم قانون الكنيسة وأعلم وأنا المتطلعُ بشكل بسيط على قانونها وطريقة إستمراريتها ، بأن الإلتزام بالقواعد والثوابت مطلوب للإستمرار في المؤسسة الدنيوية للكنيسة ، ولكن الحوار مع الأخر المختلف ، يتطلب درجة قبول كبيرة ، وعدم الهجوم وتقليل التصريحات الغريبة من البعضِ القليل ، ويتطلب ايضاً التعامل مع الإعلام الحديث بحذرٍ شديدٍ ، فإذا ما أرادت الكنيسة أن تواكب العصر ، وتكسب الشبيبة التي هي المستقبل الى جانبها ، فيجب أن تكتسب أدوات هذا الجيل وتعلم بأن الحرفَ يقتل والحوارَ بحبٍ يبني ... ملاحظة: خَرجت هذه المقال من رحمِ مقابلةٍ شاهدها كاتب هذه السطور على إحدى القنوات ، كان فيها رجل دين مسيحي يهاجم زوجين من النوع المدني، بقسوة شديدة ، واصفاً أبنائهم بأولاد (زنى)، مُعللاً ذلك بأن القانون الكنسي لايسمح بالزواج خارج الكنيسة .. لانريد هنا إختصار كل تاريخ الكنيسة وعملها بلقاء تلفزيوني مدتهُ لاتتجاوز ال60 دقيقة ، ولكن يجب وضع الأمور في نِصابها ، وإستغلال المواهب والوزنات بشكل صحيح .. فليس كل عالم يعلم كيف يقدم المعلومة بطريقة صحيحة ، ولا كل من زادَ البخور في حُجرته جلس في حضن الاب ، فالمواهب متعددة ، والحصاد وفير .. وايضا يجب على الرؤوساء والمُتَنَفذين في الكنيسة وضع ضوابط واضحة على كل من أراد التحدث بلسان الكنيسة والروح القدس .. ومن لهُ أُذنان للسماعِ فليسمع. نقلتها إلى العربيّة ماريـــــَّا قباره
Translated by: Maria Kabara هذا النصّ تحية مدير أكاديمية الدراسات اللاهوتي~ة في ﭬولوس- بانديليس كالايتزيذيس- في الجلسة الافتتاحيّة للمؤتمر الدّولي الثاني لـ IOTA (الرّابطة اللاهوتيّة الأرثوذكسيّة الدّوليّة) حول "الرسالة والكنيسة الأرثوذكسيّة" الّذي استضافته أكاديميّة ﭬولوس للدراسات اللاهوتيّة في 11-15 كانون الثّاني 2023. باندِيليس كالايتزيذيس: دكتوراه، مدير أكاديميّة ﭬولوس للدراسات اللاهوتيّة، باحث مشارك في جامعتيّ KU Leuven و Münsterوعضو اللجنة التنفيذيّة للأكاديميّة الأوروبيّة للدّين. ------------------------------------------------------------------------------------ الرسالة و "جسد" العالم بالنّيابة عن أكاديميّة الدّراسات اللاهوتيّة في ﭬولوس أُعربُ لكم عن بالغ سروري اليوم بالترحيب بالمؤتمر الكبير الثّاني للرّابطة الأرثوذكسيّة اللاهوتيّة العالميّة (IOTA) حول موضوع : "الرسالة والكنيسة الأرثوذكسيّة". نتشرّف بشكلٍ خاص بتجمّع العديد من الأساقفة والاِكليريكيين والرهبان/ات واللاهوتيين/ات والباحثين/ات من كلّ أنحاء العالم. نرحب بكم في مدينة ﭬولوس في أبرشية ديميترياذوس، وفي أكاديمية الدّراسات اللاهوتيّة، ونتمنّى لكم إقامة طيبة في بلدتنا. كما هو معروف اليوم في جميع أنحاء العالم، أنّ أكاديميّة ﭬولوس المرتبطة بكنيسة ديميترياذوس المحليّة تهتّم وتركّز على مواضيع معاصرة للأرثوذكسيّة. وتهتّم الأكاديميّة منذ عام 2014 بوضع مركز أبحاث معترف به من قبل الحكومة، يعمل بمثابة ورشة عمل مفتوحة على فكر الكنيسة وحوارها مع المثقفين/ات والمجتمع، وتنظّم دورات دراسيّة موضوعيّة سنويّة، وندوات دوليّة، ومؤتمرات ومنشورات دورية. وتتعاون لتحقيق هذه الغاية مع مختلف الهيئات الاجتماعيّة والأكاديميّة والعلميّة والمنظمات المَسكونية والدّينية، ودور النّشر والمجلات العلميّة. ويناقشون معاً مشاكل وتحديّات عصرنا بروح الاحترام لكلّ آخر. ونتيجة هذا النّشاط العلميّ أصبحت أبرشية ديميترياذوس ومدينة ﭬولوس ملقى للقاء والحوار العالميّ. يُشارك في هذا اللقاء الرفيع المستوى لرابطة اللاهوتيين/ات الأرثوذكس أكثر من 400 مشارك/ة، وهو اللّقاء الأهم على مستوى العالم وقضيته الأساسيّة "الرسالة والكنيسة الأرثوذكسيّة". سوف يتطرّق المؤتمر إلى مواضيع عديدة منها: إعادة اكتشاف الرسالة أو الرسالة والوعي الذّاتي للكنيسة. وهناك أيضاً مواضيع متنوعة متعلّقة، من جهة، بالانضباط التقليديّ للعلوم اللاهوتيّة (الكتابيّة والدّراسات الآبائيّة، التاريخ والكنيسة، الليتورجيّة، العقائديّة، التربية المسيحيّة، ...الخ). ومن جهة أُخرى، بمعالجة القضايا الحديثة الناشئة مثل: اللاهوت والأدب، الأرثوذكسيّة في الفضاء العام، اللاهوت السياسيّ، مكانة المرأة في الكنيسة الأرثوذكسيّة، العلاقة بين الأرثوذكسيّة والحداثة، الأرثوذكسيّة وحقوق الإنسان، الكنيسة والإثنيّة، الحوار المسكونيّ بين الأديان، ... الخ. ومع ذلك، فإنَّ أيَّ نقاش حول رسالة الكنيسة وشهادتها في العالم يقودنا حتماً إلى عقيدة التجسّد؛ منتهى الأهمية اللاهوتيّة، ونتائجها على حياة الكنيسة وحياة العالم في ميدان واسع. فكما أنَّ الكنيسة ليست من هذا العالم، كذلك، أيضاً ، يهدف اللّاهوت إلى صياغة تجربة خاريزماتيّة شخصيّة باعتباره الصّوت النبويّ، وتعبير الوعي الذاتيّ للكنيسة. ومثلما تعيش الكنيسة وتتحرّك في العالم، هكذا يسعى اللّاهوت إلى الحوار والتّواصل مع كلِّ حاضرٍ تاريخيّ مستعيراً الخطاب والكيان والرموز لكلّ حقبة معينّة وحاضر تاريخيّ. لم يستنفد اللّاهوت ولا تمَّ تحديده بالتاريخ، لكنّه لا يمكن أن يعمل في غياب التّاريخ. من دون هذا الإجراء غير المُربك، وتوظيف العالم والتّاريخ، ومن دون حركة الحوار والمسيرة والشّهادة للعالم لا توجد كنيسة ولا لاهوت ولا استعلان وحي الله. لأنَّ وحي الله حدث في التّاريخ والعالم دائم، وليس في عالم خالد- لا تاريخ له أو زمن- أو في كون غريب. كما يشير اللذّاهوتي الراحل بانايوتيس نيلاس، مؤسس مجلة سيناكس: "من غير الممكن اليوم أن نحصلَ على استعلان وحيّ حقيقيّ عن الله من دون أن نستخدم الحقائق الاجتماعيّة والثقافيّة والعلميّة وغيرها من الحقائق كمواد استعلانيّة- ايحائية. ومن غير الممكن على الله أن يحرّك الإنسان دون أن يمسّ كيانه التاريخيّ الملموس. فلا يمكن للإنسان أن يخلصَ دون أن يغيّر حياته. لتوسيع هذه النقطة نوّد أن نضيف أنّه لا يوجد لاهوت للرسالة إن لم يتمّ اختياره مع الواقع الاجتماعيّ الواسع وتعابيره الثقافيّة، أيّ الّذي لا يأخذ " جسد" زمانه. هكذا ،أيضاً، لا يُفهم أن تكون الكنيسة انطوائية، منغلقة على نفسها، لا تنفتح على العالم والتّاريخ، ولا تقوم بحركة الخروج من تلقاء ذاتها للقاء العالم وتبشيره وتغييره. وهنا يبرز السّؤال الإشكاليّ: نحو من تَنوي الكنيسة أن تخاطب برسالتها وشهادتها في العالم ؟ ما هو طاقم الكنيسة المُحتمل ؟ هل هي، كما يُشاع، الدائرة المغلقة للأتقياء والفاضلين، أولئك الذين يتبعون ممارسات التّقشف والصّوم بحرفيّة، أم أولئك الّذين يذهبون بانتظامٍ إلى الكنيسة؟ في معالجة سؤال مماثل، لكن في ظلّ ظروف مختلفة، أعربَ الميتروبوليت الراحل ميليتون، ميتروبوليت خلقيدونية للبطريركية المسكونية في عام 1982 عن الموقف التّالي خلال المؤتمر الأرثوذكسيّ الثّاني قبل السينودس في شامبيزي- جنيف: "إذا كنت أودّ أن أعبّر عن رأيّ رعائيّ شخصيّ، سأقترح حل مؤتمر عموم الأرثوذكس لنعود إلى رعايانا ونطلب من الشّعب التّصويت لمعرفة موقفه [...]، لكن ليس شريحة من الشّعب، بل الشّعب بمجمله، فهُم الطّاقم الفعليّ". "ليس الشّريحة الممدوحة من النّاس التّي ترافق خطوات الأُسقف [...]. أفكّر في ذلك الجزء من النّاس الّذين لا يسهرون إلى وقت متأخر في الكنائس، لكن في متاجر التّسجيلات، الّذين لا يحضرون إلى قداديس الآحاد أو الاحتفالات الكنسيّة، بل الّذي يقف في ساحة القرية أو المدينة حاملاً غيتاره في يده، أو يشارك في رحلة بحرية أو جبليّة ويحاكي الله في تحليل نفسي أخير لعقله الباطنيّ. رسالة مناسبة تماماً للارثوذكسيّة: لا يتمّ تحديد شيء من العرش والسّلطة دون مراعاة إرادة وضمير الطّاقم. قد يُصاب البعض، أو حتّى الكثيرون بالصدمة لهول هذا البيان الجريء والفاضح. لكنّ المطران ميليتون تحدّى مفاهيمنا النمطيّة عن الرسالة والشّهادة وطاقم الكنيسة. ومع ذلك، فهذه مسائل ضخمة لا يمكننا معالجتها في سياق كلمةٍ انفتتاحية، ولكن من المتوقع مناقشتها في الأيام المقبلة خلال جلسات المؤتمر. أتمنى للجميع إقامة طيبة في بلدتنا وفي مدينة ﭬولوس الجميلة، ولتبادل المناقشات المثمرة، أيضاً ، خلال هذا المؤتمر اللاهوتيّ الأرثوكسيّ الهام. مارسيل فؤاد
(Marcielfouad3@gmail.com) التفسير 1 : هربرت لوكير في كتاب كل نساء الكتاب المقدس ص81 حيث قال "ويشعر بعض الكتّاب أنه حيث أن لفيدوت كان زوجاً لامرأة شهيرة، فقد كان خاضعًا لزوجته أو أن دبورة صاحبة القرار ...ولو لم تتلق محبة وعطفا ونصيحة زوج، وكان سعيداً راضياً بالحصول على المركز الثاني". ثمّ أشار إلى تفسير"وارتون" في كتابه "نساء شهيرات" حيث قال "إنّ زوج دبورة لفيدوت ضعيف الشخصيّة متزوج من امرأة قوية الإرادة وقوية البنيان". الاعتراض: إنّ هذا التفسير يشير إلى أنّ نجاح أيّ امرأة هو نتيجة ضعف شخصيّة الرجل فيضع في داخل كلّ رجل مقاومة لنجاح المرأة التي في حياته على اعتبار أنّ نجاحها دليل فشله، كما أنه ترسيخ لفكرة الديكتاتورية بدلاً من التكامل. يجب أن نؤكّد أن القرار الصواب والذي ينفع الصالح العام هو الذى يجب أن نأخذ به بغض النظر عن قائله. وأنا اختلف مع النفسير أعلاه، فالحقيقة أنّ لفيدوت في المركز الأوّل لأننا نحتاج أن نتعلم منه أكثر ما هو صعب التنفيذ، ألا وهو احترام عمل الله في زوجاتنا اللواتي عادة ما ننظر إليهنّ نظرة دونيّة مظلمة، نظرة التسخير والاستغلال، نظرة مصدرها الشيطان الذي يُظهرهنّ من خلال المجتمع وكأنّ الله لا يعمل بواسطتهنّ وفيهنّ ومن خلالهنّ، ولكأنّهنّ مجرّد متعة للرجل. التفسير2: استخدام الله للمرأة في خدمةٍ جهارية هو استثناء، فحسب اعتقاد البعض فإنّ الله يبحث أولًا عن كاهن، وإن لم يجد يبحث عن نبيّ، ثمّ عن ملك، ثمّ عن رجل عامّي، ثم عن امرأة، ثمّ عن طفل، ثمّ عن حيوان. ويعتبر هؤلاء أنّ كلّ استخدام مميز للمرأة عبر تاريخ الوحي ما هو إلّا استثناء لعدم وجود رجال. الأعتراض :هذا الفكر به إهانة لله لأنه يعتبر الله عاجزًا ومضطرًا أن يخاطب الناس بواسطة المرأة، فهل النساء غير قادرات على إدراك القصد الإلهي وإعلانه للأخرين؟! كيف تكون مريم أخت موسى ودبورة وإستير وخلده وفيبي وغيرهنّ مجرّد استثناءات؟ القضاء والنبوّة هما خدمة جهاريّة فلماذا لم يستخدم الوحي زوج دبورة الرائع؟ ألّا يوجد في كلّ جيلها رجال أتقياء ليقوموا بهذا الدور؟! الحقيقة أني أرى أنّ النبيّة والقاضية دبورة ليست استثناء كما يدّعي البعض الجامد المتحجّر الذي يريد أن يقصي مُشاركة المرأة ولا يترك لها سوى "مهمّة" الجلوس على الكراسي، إشباعًا لوهم التميّز والسيطرة الذكوريّة. أجد في دبورة تحدّي الله للفكر الذكوريّ المريض، وتطبيقٍ لفكر الله السويّ الذي يتعامل مع الإنسان بنظرة عميقة عادلة. وبالتأكيد، فإنّ ما ينسف هذا التفسير هذا هو استخدام الله لخَلدة النبيّة بالرغم من وجود أنبياء عظماء مثل إرميا "الَّذِي كَانَتْ كَلِمَةُ الرَّبِّ إِلَيْهِ فِي أَيَّامِ يُوشِيَّا بْنِ آمُونَ مَلِكِ يَهُوذَا" (أر 1: 2)، وصفنيا "كَلِمَةُ الرَّبِّ الَّتِي صَارَتْ إِلَى صَفَنْيَا.. فِي أَيَّامِ يُوشِيَّا بْنِ آمُونَ مَلِكِ يَهُوذَا" (صف 1: 1)، وناحوم والذين كانوا معاصرين للملك يوشيا أيضًا "فَذَهَبَ حِلْقِيَّا الْكَاهِنُ.. إِلَى خَلْدَةَ النَّبِيَّةِ..." (2مل 22: 14) التي اختار الربّ أن يُرسل كلمته من خلال امرأة "فَقَالَتْ لَهُمْ: هكَذَا قَالَ الرَّبُّ إِلهُ إِسْرَائِيلَ: قُولُوا لِلرَّجُلِ الَّذِي أَرْسَلَكُمْ إِلَيَّ" (2مل22: 15). إذًا، الله يستخدم المرأة في وجود رجال عظماء والدليل استخدام الربّ لخلدة النبية أثناء وجود أنبياء عظماء كإرميا وصفنيا وناحوم. إنّ الكتاب المقدّس ينفي فكرة الأدوار لأنّ الله يستطيع أن يفعل أيّ شيء بأيّ شخص كما سجل الوحي على فم يوناثان لحامل سلاحه "لأَنَّهُ لَيْسَ لِلرَّبِّ مَانِعٌ عَنْ أَنْ يُخَلِّصَ بِالْكَثِيرِ أَوْ بِالْقَلِيلِ" (1 صم ١٤: ٦). فالله كان يتعمّد استخدام الضعفاء من وجهة نظر المجتمع، حتّى يعود المجد له، فاختار الملك داود وهو صغير السنّ النبي وفضّله عمّن هم أكبر منه، وقال على لسان صموئيل عن الأكبر أليآب "لا تنظر الى منظره وطول قامته لأني قد رفضته. لأنه ليس كما ينظر الإنسان. لان الإنسان ينظر الى العينين، وأما الرب فانه ينظر الى القلب" (1 صم ١٦: ٧). ومن الملاحظ أنّ خَلدة كانت فقيرة، وكانت متزوجة من رجل حفيد لرجل حارث ثياب (حرحس). أصبحت خَلدة نبيّه بدون وساطة لها من الأنبياء. فالله يستخدم كلّ شخص بموهبته التي ميّزه بها ليخدم من خلالها جماعة الربّ، وهو ما حدث مع مريم أخت موسى التي كانت قائدة للشعب في التسبيح رغم وجود قادة آخرين مثل موسى وهارون. وردًا على ادّعاء أنّها كانت قائدة للنساء فقط مذكّر بالآية القائلة "إِنِّي أَصْعَدْتُكَ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ، وَفَكَكْتُكَ مِنْ بَيْتِ الْعُبُودِيَّةِ، وَأَرْسَلْتُ أَمَامَكَ مُوسَى وَهارُونَ وَمَرْيَمَ" (مي6: 4)؛ أيّ أنّ مريم كانت من قادة الشعب رجالًا ونساء مع موسى وهارون. علينا كمؤمنين أن نحترم المنطق حتّى نصل للحقّ، ولو تحطمت تحت أقدمنا ألف عقيدة بالية. مارسيل فؤاد (Marcielfouad3@gmail.com) المفسِّر: موقع تكلا
الموقع : https://st-takla.org/books/fr-salaib-hakim/question-answer/woman.html التفسير1: أن الرجل سابق على المرأة في الوجود لأنه هو الذي خُلِق أولًا. كما -يقول بولس الرسول: "المرأة لا تتسلط على الرجل لأن آدم جُبِل أولًا ثم حواء" (1تى2: 13). التعليق :لا يوجد ميزة لمن خُلق أولاً لأن الحيوانات ستكون لها هذه الميزة لأنها خلقت قبل اّدم ، كان يجب أن يُخلق أحدهم اولأ ليدرك احتياجه للأخر ولا يشعر بتطفل عليه وحينها كنا سنسأل نفس السؤال أيضاً ؟ فالله أراد أن يقر اّدم باحتياجه لشريك في الحياة بنفسه " فَدَعَا آدَمُ بِأَسْمَاءٍ جَمِيعَ الْبَهَائِمِ ..... وَأَمَّا لِنَفْسِهِ فَلَمْ يَجِدْ مُعِينًا نَظِيرَهُ" (تك 2 :20 ) ، وأكد الله على هذا الاحتياج : وَقَالَ الرَّبُّ الإِلهُ: «لَيْسَ جَيِّدًا أَنْ يَكُونَ آدَمُ وَحْدَهُ، فَأَصْنَعَ لَهُ مُعِينًا نَظِيرَهُ»(تك 2 :18). الله لم يخلق الإنسان ليتسلط على إنسان أخر بل ليتسلطوا الأثنين الرجل والمرأة على الطبيعة " وَبَارَكَهُمُ اللهُ وَقَالَ لَهُمْ: «أَثْمِرُوا وَاكْثُرُوا واملأوا الأَرْضَ، وَأَخْضِعُوهَا، وَتَسَلَّطُوا عَلَى سَمَكِ الْبَحْرِ وَعَلَى طَيْرِ السَّمَاءِ وَعَلَى كُلِّ حَيَوَانٍ يَدِبُّ عَلَى الأرض" (تك 1: 28) ، وتأتي بلغة الجمع وليس السلطان والبركة لاّدم وحده. التفسير 2: لأن المرأة هي من الرجل لأنها أُخِذت منه كما يقول بولس الرسول: "لأن الرجل ليس من المرأة بل المرأة من الرجل" (1كو11: 8).
وفالكاتب تجاهل باقي النص ع12" أَنَّهُ كَمَا أَنَّ الْمَرْأَةَ هِيَ مِنَ الرَّجُلِ، هكَذَا الرَّجُلُ أَيْضًا هُوَ بِالْمَرْأَةِ. وَلكِنَّ جَمِيعَ الأَشْيَاءِ هِيَ مِنَ الله" ، على مر التاريخ المرأة هي التي تنجب الرجل، وإذا كان يجب على المرأة أن تكون ممتنة للرجل الذى خلقت منه فعلى الرجل أن يمتن للتراب الذى خلق منه ولكن هذا نوع من العبث فالله هو الخالق .
التفسير 4: لأن الرجل هو صورة الله ومجده كما يقول بولس الرسول: "الرجل صورة الله ومجده. وأما المرأة فهي مجد الرجل" (1كو11: 7). التعليق : الإنسان بنوعي جنسه وفى تكاملهم معاً يمثلوا صورة الله وليس الرجل فقط لأنه هذا تجاهل لباقي الكتاب والذى من بدايته يأكد على هذا " فَخَلَقَ اللهُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِهِ. عَلَى صُورَةِ اللهِ خَلَقَهُ. ذَكَرًا وَأُنْثَى خَلَقَهُمْ" (تك 1: 27) . التفسير 5: لأن المرأة هي التي ضعفت بالغواية أولًا وتعدت الوصية كما يقول بولس الرسول: "آدم لم يُغْو لكن المرأة أُغويت فحصلت في التعدي" (1تى2: 14).
- (رو5: 12) "مِنْ أَجْلِ ذلِكَ كَأَنَّمَا بِإِنْسَانٍ وَاحِدٍ دَخَلَتِ الْخَطِيَّةُ إِلَى الْعَالَم، إِذْ أَخْطَأَ الْجَمِيعُ". One man) (NKJV) ، - (رو5: 14) "لكِنْ قَدْ مَلَكَ الْمَوْتُ مِنْ آدم إِلَى مُوسَى، وَذلِكَ عَلَى الَّذِينَ لَمْ يُخْطِئُوا عَلَى شِبْهِ تَعَدِّي آدم" ، - (1كو15: 22) "لأَنَّهُ كَمَا فِي آدم يَمُوتُ الْجَمِيعُ، هكَذَا فِي الْمَسِيحِ سَيُحْيَا الْجَمِيعُ..." ، - (1تى 2: 14) "وَآدَمُ لَمْ يُغْوَ، لكِنَّ الْمَرْأَةَ أُغْوِيَتْ فَحَصَلَتْ فِي التَّعَدِّي". - لم يذكر العهد القديم حواء بعد تكوين أربعة. - ذكر آدم مرتين في العهد القديم كسبب في السقوط - (أي 31: 33) "إِنْ كُنْتُ قَدْ كَتَمْتُ كَالنَّاسِ (AS Adam) (NKJV) ذَنْبِي لإِخْفَاءِ إِثْمِي فِي حِضْنِي" - (هو6: 7) "وَلكِنَّهُمْ كَآدَمَ تَعَدَّوْا الْعَهْدَ". : إن التكوين الجسدي للرجل من جهة قوته العضلية والجسمانية وما يتبعها من قوة الإرادة والقدرة على تحمل المشاق تؤهله أكثر للقيادة. التعليق : العالم البدائي كان يعتمد على القوة الجسدية نتيجة الصيد والحروب أما الأن القوة الجسدية لا تمثل شيء ولكن بالذكاء والعلم والقدرة على التعامل مع التكنولوجيا وحتى في العالم البدائي القوة الجسدية للرجل لم تأمن الأسرة لذلك قام المرأة بالزراعة .
هذا بجانب إذا أخدنا حياة المسيح كنموذج ستفوز المرأة بلا منازع في قيادة الخدمة وذلك لأنه لم يذكر أن امرأة واحدة أخطأت في المسيح ، أما التلاميذ الرجال من خان ومن أنكر ومن باع وجميعهم تركوا وخافوا وقت الصلب وكانوا يبحثون عن السلطة وقت أن أخبرهم عن موته . أسعد قطّان - ALMODON
يضمن البند الثامن عشر من الإعلان العالميّ لحقوق الإنسان حرّيّة الضمير والدين والمعتقد لكلّ فرد إنسانيّ. وقد شهدت العقود الأخيرة تصاعد الاهتمام بهذا الجانب من شرعة حقوق الإنسان، وعمد عدد لا يستهان به من دول شمال الكرة الأرضيّة إلى استنباط منصب سفير لما بات يُعرف بحرّيّة الدين والمعتقد (FoRB)، مع ما يستتبعه مثل هذا التدبير من خلق بنًى تحتيّة ودوائر تهدف إلى متابعة تطبيق هذا المبدأ في غير بلد في العالم. وينسحب هذا خصوصاً على ما بات يعرف في بعض الأدبيّات بالحزام المشاكس (resistant belt)، الذي يتألّف من دول غالبيّة سكّانها من غير المسيحيّين، ولا سيّما المسلمين، يعيشون في ظروف اقتصاديّة صعبة، والمصطلح يعود إلى المرسَل المسيحيّ المولود في الأرجنتين لويس بوش (Luis Bush). من الطبيعيّ أن تثير قضيّة كهذه ريبة من يعيشون في الدول التي تنتمي إلى منطقة جنوب غرب آسيا وشمال إفريقيا (SWANA)، إذ يُطرح السؤال حول مدى ارتباط تكثّف الاهتمام بالبند الثامن عشر من إعلان حقوق الإنسان دون سواه بأجندات سياسيّة ودينيّة خفيّة ذات طابع استعماريّ أو تبشيريّ. فالمعروف أنّ حماية الأقلّيّات كانت، منذ القرن التاسع عشر، شعاراً تمّ استخدامه بغية تحقيق مصالح وأهداف سياسيّة. وقد تجدّد هذا الخطاب بقوّة في الآونة الأخيرة لدى بعض اللوبيات في أوروبا والولايات المتّحدة وكندا، وارتبط بنظريّة «حلف الأقلّيّات» التي تبنّاها عدد من المسيحيّين في العالم العربيّ وجعلوا ذاتهم جزءاً منها. هذه المخاوف وغيرها عبّر عنها القسّ د. متري الراهب، رئيس جامعة «دار الكلمة» في بيت لحم، والاختصاصيّة في علوم الدين د. باميلا شرابية، منسّقة أعمال المنتدى الأكاديميّ المسيحيّ للمواطنة في العالم العربيّ (CAFCAW)، في أثناء افتتاحهما حلقةً تشاوريّةً حول مسألة حرّيّة الدين والمعتقد جرت يومي الثاني والثالث من كانون الأوّل/ديسمبر 2022 في ليماسول من أعمال جزيرة قبرص، وقد تشاركت الجامعة والمنتدى في تنظيمها وإعدادها. ضمّ هذا اللقاء التشاوريّ اختصاصيّات واختصاصيّين في اللاهوت والسياسة والقانون والعلوم الإنسانيّة ونشطاء في شؤون سياسيّة واجتماعيّة وقانونيّة شتّى أتوا من المشرق العربيّ ومصر والخليج والمغرب العربيّ وأوروبّا، فضلاً عن حفنة من المشاركين من غير العرب. وقد تركّز النقاش على محاور ثلاثة هي سياق دول جنوب غرب آسيا وشمال إفريقيا والأجندات السياسيّة، حقوق الأفراد والجماعات وإدارة التنوّع، وقوانين الأحوال الشخصيّة والمساواة الجندريّة. اتّصفت الحلقة بمداخلات قصيرة ونقاشات في العمق تناولت القضيّة المطروحة. وقد عمل المشاركات والمشاركون على مسوّدة نصّ هو بمنزلة ردّ من منطقة جنوب غرب آسيا وشمال إفريقيا على إشكاليّة حرّيّة الدين والمعتقد، على أن يصدر النصّ النهائيّ بعد حوالى أسبوعين. وقد شدّدت هذه المسوّدة على أنّ هذه الحرّيّة يجب مقاربتها بوصفها جزءاً لا يتجزّأ من مفهوم الحرّيّة كحقّ إنسانيّ عامّ، علماً بأنّ هذا الحقّ يعبّر عن ذاته في مجالات شتّى، غير أنّه لا يتجزّأ ولا يمكن اختزاله بجانب واحد دون سواه. فالحرّيّة السياسيّة والاجتماعيّة لا تقلّ أهمّيّةً عن حرّيّة الدين والمعتقد وتتقاطع معها في مجالات عدّة. من جهة أخرى، أكّد والمشاركون والمشاركات أهمّيّة أخذ سياق المنطقة التي ينتسبون إليها في الاعتبار لما لا تزال تتّصف به من نقص في المساواة بين الأفراد والفئات المجتمعيّة، وذلك في قضايا لا تختصّ بالخيار الدينيّ حصراً، بل تشمل أيضاً، على سبيل المثال، العدالة بين الجنسين وغياب قوانين مدنيّة للأحوال الشخصيّة، فضلاً عن ضرورة قيام الدولة المدنيّة التي تحتضن التنوّع وتحمي الحرّيّة بمندرجاتها كافّة مارسيل فؤاد (Marcielfouad3@gmail.com) سنحاول في ما يأتي نقد تفسيرّين حول آية بولس "أيتّها النساء اخضعن لرجالكنّ كما يليق في الربّ" (كو3: 18)
١) تفسيربنيامين بنكرتن، مكتبة الأخوة، (الموقع) فشاء الله الخالق أن يجعل الرجل بمقام سلطان في بيتهِ ويوجب على امرأتهِ وأولادهِ الطاعة لهُ. لاحظ أن الوحي يُخاطب أولاً الذين تحت السلطان كالنساء والأولاد؛ لأن الطاعة منهم هي أعظم شيء؛ لأن النساء يجب أن يخضعن لرجالهنَّ بغضّ النظر عن صفاتهم فلا يجوز للمرأة أن تُقاوم رجلها أو تترأس عليهِ على الزعم بأنها أفهم منهُ أو أنهُ قاسٍ عليها. لأن الخضوع يليق بها في الرب الذي شاء وجعلها خاضعة لرجلها. وأما الرجال فيجب أن يحبوا نساءهم ويُعاملوهنَّ بالرفق والحنو. فإن كان لهم سلطان في بيوتهم حسب ترتيب الله فهو لا يتركهم يستعملونهُ حسب الحاسيَّات القاسية الطبيعية. الرب يعرف ضعفنا والأبواب التي تدخل منها التجارب الخصوصية. فالمحبة هي غريزية في النساء ومن النوادر تكون امرأة في تجربة أن تنفر من رجلها وتتطلع على غيرهِ، ولكن الخضوع لهُ في كل شيء يمنحها يوميًّا بحيث يلزم بأن تكسر إرادتها. وأما الرجل فلا يزال في تجربة أن يملَّ من عشرة امرأتهِ فتبرد محبتهُ ويتقسَّى عليها؛ فلذلك الوحي يُخاطب الرجال بما يناسبهم من هذا القبيل. ٢) تفسير ديفيد كوزيك، "الكلمة الثابتة"، آية كو3: 18 أَيَّتُهَا النِّسَاءُ، اخْضَعْنَ: الكلمة اليونانية القديمة المُترجمة اخْضَعْنَ هي كلمة مُستعارة من العسكرية، وتعني حرفياً "أقل رتبةً." فهي تشير إلى الطريقة التي ينظم فيها الجيش، فهناك مستويات مختلفة من الرتب والجنرالات والروّاد والنقباء والرقباء والجنود. وكل فرد مُلتزمٌ باحترام من هو أعلى رتبةً منه. • قد يكون الجندي أكثر ذكاءاً وأكثر موهبة وأفضل كإنسان من الجنرال. ومع ذلك، لا يزال اقل رتبةً من الجنرال. فهو لا يخضع للجنرال كشخص أكثر من خضوعه له كرتبة عسكرية. وبنفس الطريقة، لا تخضع المرأة لزوجها لأنه يستحق ذلك، بل هي تخضع له لأنه زوجها. • فكرة الخضوع لا علاقة لها بكون الشخص أذكى أو أفضل أو أكثر موهبة، بل لها علاقة بترتيب الله. " كل من خدم في الجيش يعلم أن الرتبة لا شأن لها بالقيمة والقدرة بل بالترتيب والسلطة." ويرزبي (Wersbie) ٣) نقدنا للتعليقين أعلاه تعتمد التفاسير الذكورية، والتي تتسم بمحاولاتها المستميتة لجعل الرجل أفضل من المرأة، باستخدامٍ منحاز لآيات الكتاب، وأول طرقهم لذلك هو اجتزاء النص. فبالنسبة للخضوع يجب أن يكون الخضوع مشروطًا بالفكر الصحيح والرأي الصواب ومن خلال المشورة. فليس منطقيّ مثلاً أن يكون الزوج أحمقًا مثل نابال، والزوجة جيّدة الفهم مثل ابيجايل، ثم يطلب منها الله أن تخضع للزوج! فكيف يجوز أن يكون الخضوع مبنيّا على نوع الجنس؟ وما الفرق بين مَن يقولون هذا القول التمييزيّ بين الجنسين وبين من يميّزون الناس حسب لون بشرتهم مثلًا. في ضوء الكتاب، يمكننا أن نرى أنّ نِصْفَ الحقّ ضلالٌ كاملٌ، وهذا ما فعله الشيطان في تجربته مع المسيح حين حارب المسيح بجزء من المكتوب في الكتاب المقدّس (لو4). لا يمكننا تفسير آية كولوسي ٣: ١٨ على النحو الذي رأيناه أعلاه لأنّ هناك آية من أفسس تقول بوضوح: "خَاضِعِينَ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ فِي خَوْفِ اللهِ" (أف5: 21). السياق القريب للآية يطلب من كل الكنيسة أن تكون خاضعة بعضها لبعض، أي تختفى التبعيّة للذكور لأنّ المرأة فى محضر الله إنسان مؤمنٌ لها كامل الامتيازات، فالمطلوب أن نكون مسرعين في الخضوع كلنا. لكن ما يُقال للمرأة أن الخضوع مرتبط بها كجنس في مخالفة لتعليم الكتاب حول خضوع الجميع بعضهم لبعض ثمّ لو عدنا للكتاب بدون رأي مسبق، لرأينا أنّ إبراهيم ليس الزوج الذى تناديه زوجته "سيدي" فقط؛ فهو الزوج الذى تراجع عن موقفه وتمّم رأى زوجته سارة عندما عرف أنه الأصلح.فالله في الكتاب المقدس أمر رجل وهو ابينا إبراهيم بالخضوع لزوجته "فِي كُلِّ مَا تَقُولُ لَكَ سَارَةُ اسْمَعْ لِقَوْلِهَا" (تك21: 12). إلّا أنّ بعض رجال الدين يقدّمون كلام سارة التي قالت لإبراهيم "سيدي" على كلام الله نفسه عندما يكون في صالحهم؛ فهم يطالبون العروس في أن تدعو زوجها "سيّدًا" لها مع أن يوجد نصّ بلسان المسيح نفسه يمنعها عن ذلك: "وَأَمَّا أَنْتُمْ فَلاَ تُدْعَوْا سَيِّدِي، لأَنَّ مُعَلِّمَكُمْ وَاحِدٌ الْمَسِيحُ، وَأَنْتُمْ جَمِيعًا إِخْوَةٌ" (مت 23 :8). ومن الضروري التذكير بأن لفظ (سيدي) الذي قالته ساره قالته فى سرّها، أي أنّه كان علامة احترام داخلي. وإبراهيم كان هو أيضاً كان يبادلها الأحترام، لأنّه حتى فى صلاته وعلاقته مع الرب رفض أن يصفها بأنها عقيمة، بل وصف نفسه أنّه عقيم "فقال إبرام أيها السيد الرب ماذا تعطيني وانا ماض عقيما" (تك 15 : 2)، وذلك رغم أنّ سارة هي التي لم تكن قادرة على الإنجاب، وكلام ابراهيم كان سرا. إذًا، الاحترام بين إبراهيم وسارة كان ينبع من الداخل وهو شيء متبادل. نجد في ضوء الكتب المقدس أنّ رجالًا خضعوا لنساءٍ بأمر إلهيّ:
على النساء أن تفكرن وتبحثن ولا تسمحن بوجود وسيط بينهنّ وبين الله، فهذا الكلام ليس كلام الله، بل أمنيات الرجل الذي أستخدم الله لتحقيقها. |
Telosقضايا حاليّة أرشيف
|