الإعلامي ميلاد موسى
أنت في الملعب .. الحدث .. نهائي كأس العالم الملعب مليء بالمشجعين، والأجواء مشحونة. فريقك المفضل يسجل هدفًا في الدقيقة الأولى. هل تبدأ بالاحتفال وكأن الكأس في جيبك؟ أم أنك تبقى متيقظًا، عارفًا أن المباراة لم تنتهِ بعد؟ الإيمان المسيحي، يا صاحبي، يشبه هذا السيناريو. نعم، هناك يقين قوي بأن فريقك - أو بالأحرى حياتك الروحية - في أيدٍ أمينة، لكنك تعرف أن هناك شوطًا ثانيًا مليئًا بالمفاجآت. اليقين والتسليم في الإيمان المسيحي ليسا استسلامًا، بل استراتيجيتين مثل خطة المدرب: ثابتة ولكن ديناميكية في الوقت نفسه. الشوط الأول: اليقين ما هو اليقين؟ ببساطة، هو الثقة بأن الله هو المدرب الذي يعرف كل شيء. لكن، تذكر: المدرب لا يشرح خطته لكل لاعب بالتفصيل. إبراهيم خرج من أرضه، لا يعرف إلى أين سيذهب، لكنه كان واثقًا أن الله يقوده للفوز. هل هذا يعني أن المؤمن يعيش بلا قلق؟ بالتأكيد لا. حتى أعظم المدافعين يخطئون أحيانًا، لكن الثقة هنا هي أن الخطة الكبيرة بيد الله، وهو لا يخسر أبدًا. الشوط الثاني: التسليم إذا كنت تظن أن التسليم يعني الجلوس على دكة الاحتياط والتفرج، فأنت مخطئ. التسليم هو أن تلعب بكل ما لديك، حتى لو لم تفهم تمامًا سبب هذه الخطة. مريم العذراء، مثلاً، قبلت خطة الله التي كانت تفوق عقلها البشري، لكنها لعبت دورها بكل براعة. التسليم ليس خنوعًا، بل هو الثقة بأن المدرب يرى المباراة كاملة، بينما نحن نرى فقط الكرة عند أقدامنا. الوقت الإضافي: البحث المستمر وهنا نأتي إلى الجزء الذي يحبه كل مشجع حقيقي: التحليل والبحث عن المزيد. الإيمان المسيحي ليس بطاقة موسمية تنتهي بعد القداس. إنه دعوة لطرح الأسئلة، للبحث، للتفكير. توما، مثلاً، لم يكتفِ بالتصفيق عندما سمع أن المسيح قام. أراد أن يرى بنفسه. وبالمناسبة، المسيح لم يعاقبه على ذلك. بالعكس، أعطاه الدليل الذي يحتاجه. حتى الملعب الروحي، يا عزيزي، يحتاج إلى مراجعة مستمرة. الإيمان الحقيقي لا يخاف من الشكوك. الشك، عندما يكون نزيهًا، مثل إعادة الفيديو (VAR): يساعدك على التأكد أنك على الطريق الصحيح. الصافرة النهائية : في نهاية اليوم، الإيمان المسيحي هو رحلة. لا يوجد فائز أو خاسر في هذه الرحلة، لأن المدرب العادل يريد الكل أن يفوز. لكن، لتعيش هذه الرحلة بشكل صحيح، عليك أن تتوازن بين يقينك بالفوز وتسليمك لخطة المدرب، مع شغفك بالبحث والتحليل. والأهم، لا تكن مشجعًا من المدرجات فقط. انزل إلى الملعب، العب، ابحث، اسأل، وثق. وكما نقول دائمًا في عالم الرياضة: الأداء مهم، لكن النتيجة في يد ؟؟؟
0 Comments
الإعلامي ميلاد موسى
تخيّل نفسك تعيش في بلدة صغيرة، تعمل نجارًا، تعود إلى البيت كل يوم لتناول طعامك بهدوء، تتزوج فتاة طيبة وتعيش حياةً عادية. ثم فجأة… بوم! تجد نفسك متورطًا في أعظم قصة عرفتها البشرية! لا، ليست نكتة، إنه القدر. يوسف ابن داود، هذا الرجل الذي لم ينطق بحرف واحد في الكتاب المقدس، كان في وسط الحدث الأكبر، لكنه كان مثل لاعب على مقاعد الاحتياط، الكل يتحدث عنه لكنه يكتفي بالمشاهدة والتصرف لا تصريح، لا مؤتمر صحفي، لا كلمة مكتوبة باسمه، ومع ذلك يوسف كان اللاعب الأهم، وكأنه يقول لنا: “خلّيني على جنب.. الأفعال تتحدث عن نفسها”. أو بالشامي والحمصي " شكلين مابحكي " ملاك في الحلم… ورسالة باردة! الليلة التي تغيّر فيها كل شيء كانت غير متوقعة. يوسف كان غارقًا في نومه، وإذا بالملاك يزور أحلامه. لكن بدلاً من رسائل رومانسية أو إشارات لطيفة، جاءت الرسالة جافة جدًا: "يوسف، مريم حامل بالروح القدس. لا تخف، تزوجها ولا تقلق ". حقًا؟ يا له من حلم غريب، وكأنه إيميل جاف بدون حتى توقيع بـ “تحياتي القلبية”. يوسف لم يصرخ، لم يسأل، لم يقل "يا رب ماذا يحدث؟" بل اكتفى بأن استيقظ وقال: "تمام… رح نتزوج " . تخيل لو حدث ذلك في زمننا؟ ما أول سؤال ستسأله؟ يوسف لم يسأل، وهذا وحده يكفي لتعلم الدرس: "عندما تتحدث السماء، لا تسأل، فقط اتبع التعليمات." هيرودس… والهرب الكبير! إذا كنت تعتقد أن الأمور توقفت هنا، فأنت مخطئ. بعد وقت قصير، يأتي الأمر الثاني: "يوسف، احمل العائلة المقدسة وارحل إلى مصر، بسرعة، قبل أن يأتي هيرودس المجنون ليقتل الطفل". وهذا هو الجنون الحقيقي! رجل نجار، لا يمتلك الكثير، يجد نفسه الآن مجبرًا على الهرب من ملك مرعب لحماية طفل ليس ابنه البيولوجي. كان من الممكن أن يقول: "أنا لست مسؤولًا عن هذا"، لكن لا، يوسف انطلق، وكأن الأمور تسير بشكل طبيعي. لا شكاوى، لا تساؤلات، فقط نجار صامت يقود واحدة من أهم الهجرات في التاريخ. الأب.. الذي لم يحتفل بأبوة! إذا نظرت إلى يوسف كرجل في تلك الأيام، ستجد أن ما فعله كان خرافيًا. الرجل في مجتمعه التقليدي كان يُفتخر به عندما يكون أبًا، عندما يُعترف به كقائد عائلته. يوسف كان أبًا، لكنه لم يكن بحاجة إلى أي اعتراف أو احتفال. كان يعرف أن دوره أهم من مجرد العنوان "أب"، وأنه اختير ليس ليكون في مركز المجد، بل ليكون حارسًا للعائلة المقدسة. يوسف لم يسعَ إلى الإعجاب أو التصفيق، بل كان يكتفي بأن ينجز المهمة بصمت. وبصراحة، هذا بالضبط ما نحتاج إليه اليوم: أشخاص يعملون في الخفاء، بدون أضواء، لكن يتركون بصماتهم في كل خطوة. وفي النهاية.. أين ذهب يوسف؟ الشيء المثير للدهشة هو أن يوسف، بعد كل هذا، اختفى فجأة من القصة. لا نعرف ماذا حدث له بالتحديد، أين عاش أو مات. لكن ربما هذه هي الرسالة الكبرى من يوسف: أنه ليس المهم أن نكون في المقدمة، بل أن نؤدي الدور المرسوم لنا، مهما كان صامتًا. يوسف كان يعلم أنه مجرد أداة في يد السماء، وأنه لن يحتاج إلى عناوين ضخمة في الصحف، ولا إلى تماثيل في الساحات. يكفي أنه أدى مهمته بصدق، وغادر المسرح تاركًا الإنجاز خلفه. يوسف… الرجل الذي أعطانا دروسًا في الصمت وفي الفعل يوسف، هذا الرجل الذي يبدو أنه “في الظل”، كان في الحقيقة في قلب الحدث. وبينما كانت الأضواء مُسلّطة على الآخرين، كان دوره أكثر أهمية مما قد يبدو. هو درس في الحياة: أحيانًا ليس المهم أن تتحدث أو تشرح، المهم أن تتصرف. ختاماً وإذا كانت حياتنا تشبه قصة يوسف، فالأفضل أن نقول: "توقف عن الكلام، وافعل ما يتطلبه الموقف". الإعلامي ميلاد موسى
في أحد الأيام قبل ألفي عام، وقف شخص هادئ يدعى يسوع في سهلٍ ما في فلسطين، وأعلن رسالته للعالم: “أحبوا بعضكم بعضًا”. كانت الفكرة بسيطة وواضحة، ولا تحتاج إلى تفسير عبقري. لكن، لو عاد اليوم ونظر إلى حال الكنائس والطوائف المسيحية، قد يسأل: “ماذا ولماذا ؟ وهل أصبح الطريق إلى السماء محفوفًا بالمنافسة الطائفية بدلًا من النعمة؟” دعونا نكن واقعيين، المسيحية في الأصل تهدف إلى جمع البشر حول رسالة واحدة: المحبة والرحمة والإنسانية. لكن يبدو أن الطوائف اختارت بدلًا من ذلك أن تدخل في ماراثون التنافس على “الطائفة الأصح”. ويا ليتها كانت مسابقة رياضية سلمية، بل تحولت إلى منافسة شعواء قائمة على التعصب، وكأننا في سباق لا فائز فيه إلا الانقسام. الطوائف: مصطلح جديد لكلمة “نحن الصح والباقي غلط” لنبدأ من هنا. إذا كنت تعيش في منطقة تضم عدة طوائف، فمن المحتمل أنك سمعت هذه العبارة يومًا: “نحن الوحيدون الصح، والباقي مغفلون”. الطوائف المسيحية، التي كان يُفترض أن تكون جسمًا واحدًا، قررت أن تنقسم، بل وتُقسم، الناس إلى معسكرات مذهبية متصارعة. الطائفة الكاثوليكية تقول إنها الأقرب إلى الحق، والكنيسة الأرثوذكسية تؤكد أنها حارسة الإيمان القديم، والطوائف البروتستانتية تعلن أنها وجدت “الإصلاح” الحقيقي. وبين هذا وذاك، يسأل المسيحي العادي: “أين ذهب الهدف المشترك؟” الواقع أن بعض ونؤكد البعض من قادة الطوائف، بدلًا من العمل على تعزيز الوحدة، قد أسهموا في تعميق الخلافات. فالخلافات المذهبية التي قد تبدو على الورق “اختلافات ثانوية” تُضخَّم لتصبح صراعات وجودية، وكأن السماء نفسها ستنهار إذا تجرأت طائفة على ممارسة طقس مختلف. “لعبة الطقوس” الكبرى! لا بد أن نتحدث عن الطقوس، أو كما نسميها في زمننا الحالي: “الأسباب التي نقاتل من أجلها”. نعم، بعض الاختلافات بين الطوائف لا تتعلق بالعقائد اللاهوتية العميقة بقدر ما تتعلق بتفاصيل لا تؤثر إطلاقًا في جوهر الإيمان. مثلًا، هل يجب أن تكون الصلوات بصوت مرتفع أم منخفض؟ هل نغني التراتيل بالعربية أم باليونانية؟ هل نعتمد على الزيت المقدس أو الماء المقدس؟ كلها أمور قد تبدو مهمة لبعض الأشخاص، ولكن هل هي حقًا تستحق الحروب الكلامية التي نراها اليوم؟ ما يزيد الطين بلة هو أن هذه التفاصيل تتحول إلى أعلام تُرفع في معركة غير منتهية على “من يملك النسخة الصحيحة للإيمان”. فتخيل معي، بدل أن نجتمع على المحبة، أصبحنا نتجادل حول قهوة الطقوس. “هل تفضلها سوداء؟ لا، أنا أحبها بالحليب!”. وفي النهاية، كل طرف يعتبر الآخر “هرطوقيًا” لأنه اختار نوعًا آخر من القهوة. الجروح التاريخية: كأنّنا نعيش في القرن الخامس! إذا سألت أحدهم اليوم عن سبب انشقاق الطوائف، قد يبدأ بسرد قصص تاريخية عن المجامع المسكونية الأولى، أو الصراعات حول الطبيعة الإلهية والبشرية للمسيح. هذه الخلافات قد تكون جزءًا من كتب التاريخ، وقد تكون حقيقية، لكن المشكلة أن البعض ما زال يفتح تلك الجروح التاريخية وكأنها حدثت بالأمس. حتى النسيان أصبح جريمة في حد ذاته، وكأن المسيحية لا يمكن أن تعيش دون تذكير دائم بالانقسامات القديمة. وكما هو الحال في كل صراع تاريخي طويل، يتحول الجدل حول العقائد إلى جزء من الهوية. فلا يكفي أن تؤمن بالمسيح، بل يجب أن تؤمن “بالطريقة الصحيحة” وفقًا لتعليمات الطائفة. وهكذا، تجد نفسك منغمسًا في نقاشات عقائدية لا تنتهي حول مسائل ربما لم تعد تهم أحدًا في هذا الزمن، لكنها لا تزال تُشعل نيران الخلافات! التنوع كقوة… لكن أين نحن من هذا؟ هنا السؤال الكبير: هل كان يجب أن تكون التعددية الطقسية والعقائدية مشكلة؟ في الواقع، المسيحية كان من الممكن أن تكون مثالًا رائعًا على كيفية التعامل مع التنوع. كل طائفة لديها تاريخها وتقاليدها، وقد يكون هذا غنىً روحيًا عظيمًا إذا تم التعامل معه بتفهم واحترام. ولكن، للأسف، اختارت الطوائف أن تنظر إلى هذا التنوع كعلامة على التفكك، وليس على الوحدة. ما كان يمكن أن يكون لوحة فسيفساء روحية جميلة، تحول إلى حرب مفتوحة بين من يرى أن إيمانه هو الطريق الوحيد الصحيح، ومن يعتقد أن أي انحراف طفيف عن تعاليمه هو كفر مبين. وهنا نعود إلى السؤال الأساسي: ألم تكن رسالة المسيح تتعلق بالمحبة والوحدة؟ كيف تحولت إلى ساحة معركة؟ خاتمة: حينما يصبح الخلاف جزءًا من الحياة اليومية في النهاية، لانريد مهاجمة طائفة أو محابة أخرى ، حاشى .. ولكن إذا كنت تنتظر مني تقديم حل سحري لكل هذه الخلافات، فسأقول لك بصراحة: ليس لدي الحل. لكن ما يمكنني قوله هو أننا بحاجة إلى هدنة فكرية. الطوائف المسيحية اليوم تحتاج إلى مراجعة نفسها، والعودة إلى الأساسيات. لا نحتاج إلى مزيد من الطقوس المعقدة أو الجدل العقيم، بل نحتاج إلى العودة إلى ما قاله المسيح في البداية: “أحبوا بعضكم بعضًا”. إن لم نتمكن من فعل ذلك، فربما نكون جميعًا في مشكلة أكبر مما نعتقد. ربما حان الوقت لنتوقف عن الجدال حول نوع المتة أو القهوة ونتحدث عن الحياة نفسها: عن الرحمة، وعن المغفرة، وعن الإنسان. حتى ذلك الوقت، استعد للمزيد من الانقسامات والتعصبات، ويا قلبي لا تتعب قلبك ! الإعلامي ميلاد موسى
ضجيج ضجيج .. في رأسي عنادٌ، قتالٌ، توحدٌ، انزعاج، تعريج جولة لايف .. ربحٌ .. كسرُ رقم قياسي بالهدايا .. تيك توك …فيسبوك .. جمع لايكات على صورة انستغرام…ضجيج ضجيج ضجيج .. وهمٌ يفوقُ حدود الصحبة الطبيعية ..وهمٌ بصداقة .. وهمٌ بداعم، بأخٍ لم تلده أمك .. والحقيقة .. وحدةٌ كبيرةٌ شاسعة . معلمنا الأول وفادينا يسوع المسيح ، آمن جدا بالرفقة الطيبة وبالسند الحقيقي ، كان باستطاعته نشر الملكوت بمفرده لكنه اعتمد على أصدقاء وصديقات شاركوه الدرب والمشوار والطعام ، شاركوه الفرح والحزن ، الخيبات والانتصارات ، حتى العجائب وحين أرسلهم لإكمال الرسالة طلب منهم السفر رفقة بعض . لو تأملنا مشهد شفاء الأبرص ، فبعد أن تخلى عنه الجميع وهرب منه أهله وأصدقائه وحتى معلمو الشريعة ، اقترب منه يسوع ، احتضنه ، وقف بجانبه ثم أعطاه الشفاء عالجَ الجرح النفسي، أشعرهُ بأنه انسان طبيعي، تقبله كما هو. في فوضى مانعيش نبحث دائما عن هذا الصديق نفتش في الأزقة ، وننسى في كثير من الأحيان بأن نلعب هذا الدور ولو لمرة في حياتنا الكنيسة الأولى : لعبت الكنيسة الأول بعد العنصرة هذا الدور ، وقفت بجانب الفقير والضعيف والمريض، عالجت الجراح النفسية والجسدية كانوا رغم كثرة المشاكل التي لا ننفيها هنا، لكن كانوا على قلب رجل واحد وسارت الكنيسة على هذا النهج سنين طويلة ، ولعبت في جميع مراحلها دور الصديق المقرب من الرعية . اليوم : في عالم الفوضى والسرعة والضجيج العالي، لا ينبغي أن تكون الكنيسة ملجأ فقط للصلاة وممارسة الشعائر الطقسية أو أو ... الخ ، بل أيضا هي الحضن الدافء لنا لمشاكلنا ، لبرصنا ، لعمانا عندما قال الرب يسوع لبولس ادخل لدمشق يقال لك ماذا تفعل . من سيقول له ؟ هي الجماعة هي جماعة المؤمنين ، هي الكنيسة من ستقول لنا وتحتضنا . هل نعلم معنى الصديق معنى السند معنى المعين .. في عالم فوضوي مجنون . يعاني مايعاني من وحشة هل نعلم قصد المعلّم بأن نكون جماعة واحدة؟ .... أم هي شلل في شلل في شلل .. من له أذنان للسماع فليسمع الإعلامي ميلاد موسى
في مر ما نعيش وتعاسة ما نعاني وهموم دنيانا، تتفجر أحيانا من هنا وهناك فقاعات إعلامية هجومية ضد رجال الكنيسة، تذمهم، تشتمهم، تنتهك خصوصية حياتهم، تقسو، تغلو، تضرب دون رادع، تؤلف كتب في السيئات عن ما قاموا ولم يقوموا به. تنسى هذه المنابر الإعلامية مجتمع الظل في الكنيسة، مجتمع طفيلي يتغذى على فتات الإيمان ... تكتمل شخصيته في ما يقوم من أدوار، ويختفي ويشعر بالدونية إذا ابتعد عن عمل ما يقوم به، فيشعر باكتمال شخصيته في دور يسند اليه أو عمل محبة "يقدّمه لربّه" ( كما يدّعون طبعا ) هذا المجتمع الخفيّ الظاهر، يلعب في كثير من الأحيان دور حسّاس في رواية الزير سالم، أو دور بروتوس الخائن، يضرب اليد التي آمنت به وأعطته كينونة في المجتمع، هذا المجتمع المتمثل بأشخاص يأتونكم بثياب الحملان، ثم في أول فرصة أو أول نقد أو أول صدام مع رجال الكنيسة أو مع الرعية، تراهم ينفسون سموم لم تعهدها أبدًا. منهم من سجل أشرطة لأصحاب النيافة ومنهم من هدّد بفضح أسرار ما، ومنهم من تسلّط وتجبر ولم يجد رادعًا ليقف، وهذا المجتمع كان له الفضل الكبير في الحملة الإعلامية الأخيرة على الكنيسة. هذا المجتمع الخفيّ أقوى من رجال الدين انفسهم، لأنهم ببساطة رابحين في كل الاتجاهات، فأصابع الاتّهام في شرقنا دائما على رجل الدين وصاحب النيافة والقداسة، أمّا هم ففي مأمن تام، ففي أيام السلم هم خراف مسَلَّطة على الرعية، وفي أيام الحرب على الكنيسة، هم المصلحون وأوّل من ينتقد ويفضح وينشر ويختلق، ولهم كل المصداقيّة من الرعية لأنهم الأقرب لرجال الاكليروس . هذا المجتمع الخفي الظاهر يخترق كل الطوائف، والأديان، والأزمان، فمن أيّام معلّمنا الأول يسوع المسيح وحتى يومنا هذا تجهدهم شغوفين بعملهم ولهثهم لما تَقَدَّم. قد يقول بعضكم، ليس كل من يعمل في الكنائس ينتمي لهذا المجتمع القويّ! بالتأكيد لا .. فالتعميم قاتل ولكننا نريد في هذه السطور أن نلفت عنايتكم إلى هؤلاء الأشخاص الذين يقول عنهم علم النفس بأنهم يجدون منزلتهم في الحياة من خلال دورٍ ما أُنيط بهم يدافعون عنه بشراسة ليشعروا بوجودهم .... يتسائل بعضكم ما الحل ؟ لايوجد ياعزيزي ، فلمثل هؤلاء «ملكوت السموات» ! الإعلامي ميلاد موسى
دخل راكبا على جحش ..هوشعنا .. فليحيا ..عاش الناصري .. عااااش ( بصوت جهوري نكرر المشهد ) .. عاش مخلصنا وهادينا وشافينا ثم .. إنه كافر ملحد .. اصلبه . هرب الصخرة .. هرب الغيور .. هرب العشار .. هرب أخو الرب .. حتى أبناء الرعد ( ابني زبدى ) ولّوا الأدبار .. اختلف الحاكم والكاهن : الحاكم : لانجد تهمةً .. لانجد عيباً .. لانجد كفراً .. لانجد إلا حضورا ساميا ومختلفاً . الكاهن : اصلبه نحن أعلم بشؤون الإله .. نحن أقرب إلى الهيولة .. نحن حراس الإيمان .. دمه علينا وعلى أولادنا . نظر حوله .. أين أتباعي؟ أين شعبي ؟.. أين المهللين والمطبلين والمزمجرين والغيورين؟ .. أين هم من شفيت؟.. أين من أحييت من الموت؟ أين هو صخرة بيتي وشمعدان كنيستي أبهذه السرعة .. أبهذه البساطة .. أبهذه البشاعة .. لكن لاتحسب عليهم هذه الخطيئة .. لاتحاسبهم على تقلباتهم فهكذا هو الانسان . ضعيف قوي .. متماسك منهار .. مخلص وخائن .. محب وكاره .. مبصر وأعمى .. خليط رهيب .. سأرسل له المعزي والقائد ليوازن شعوره وليفتح بصيرته وليقوي انتمائه .. ليعود إلى رشده ويشهد للحق كلاكيت مكرر من 2000 سنة : واليوم بعد سنين وسنين وسنين .. تتكرر عملية الهروب .. تتكرر عملية الخيانة .. تتكرر عملية الخروج عن مسار الحق الذي رسمه المعلم الأول منذ الاف السنين .. فقد صلب هنا .. وينتظر دوره هناك .. قام هنا ولم يقم هناك .. ظهر لتلميذي عماوس هنا .. وغاب هناك .. مزّقوا شرقنا .. فرقوا أهلنا .. بحجة التقويم .. جعلونا نعيش انفصام وانفصال عن الواقع .. فقد قام هنا ولم يقم هناك .. هذا الشرق البائس التعيس .. ألم يحن الوقت ليقوم قيامة شرقية واحدة .. ألم يحن الوقت ليعيش طقوسه وشرقيته بكل فخر واعتزاز .. ألم يحن الوقت لنوازن الأمور من منظور جيد .. ألم يحن الوقت لنقرأ ونتعلم من ماضينا .. ألم يحن الوقت لنرى ونبصر ونشهد للحق ألم يحن الوقت ليقوم قيامة شرقية واحدة؟..ألم يحن الوقت ماريّـا قباره
في مواجهة العنف وخطاب الكراهية الّذي يسود العالم يظهر يسوع نفسه بالتّعليم: "أنّ الودعاء سيملكون الأرض". في القديم كانت شريعة العين بالعين تطالب بالإنصاف عند الانتقام في سبيل استعادة العدالة المهضومة، أمّا يسوع فيطالب بالصفح لغاية سبع وسبعين مرّة، ويوّجه أمره للجميع "أحبّوا أعداءكم وادعوا لمضطهديكم". ولئن كان الإنجيل، بشارة الفرح والسّلام، مرتبطاً ارتباطاً جذرياً باللاعنف، فمن البديهي أن تساهم كنائس المسيح في نشر طرقٍ وأساليب وخطابات دفاع لاعنفية، وتنظّم أساليبها بمواصلة عيش اللاعنف نصب عينيها، في صميم حياتها وبين جماعة أفرادها. إن لم يكن العنف دامياً، إلاّ أنّه منتشر بنطاق واسع بين أبناء الكنائس. فمنذ أكثر من عقد من الزّمن نلاحظ دعوات واضحة وصريحة من أكاديمييّن لاهوتيين، وخدامٍ كنسييّن مستنيرين، ورعايا كنسيّة لتجديد الخطاب الديني المسيحيّ مطالبين بثورة دينيّة إصلاحية واجبة على كافة أطر الحياة والعمل الكنسيّ، وخاصّة، في ظلّ الحاجة المُلحة اليوم لرؤية جديدة يمكن البناء عليها محلياً وكنسياً في مكافحة الخطاب الدينيّ المسيحي المُتزمت والّذي تعاني من تناميه الكنيسة الأرثوذكسيّة عامة، والأنطاكيّة خاصّة. فلا يمرّ يوم إلاّ وتطلعك صفحات التوّاصل الإجتماعي وغيرها من وسائل الميديا بأخبار ومقالات عنفية تجاه المرأة، وخطابات كراهية مخيفة تجاه الكنائس غير الأرثوذكسيّة. فإذا أخذنا أمثلة ومواقف نلاحظ أنّه: كم من مطران ومسؤول كنسيّ ينتهك الكرامة الإنسانيّة بإصداره حكم أو حرمان يعتبره "منحرفاً" قبل إعطائه أبسط حقوق الدّفاع المشروع عن النّفس؟ أو عندما يفرض هذا المطران على أبرشية بأكملها رعاة ترفضهم الأغلبية السّاحقة؟! وماذا عن الصّمت المريب للكنيسة إزاء الظّلم وإفقار المواطنين تبعاً نهب المال والمساعدات الإنسانيّة وقمع الحريات والبيدوفيليا داخلها؟ في الآونة الأخيرة، يبرز العنف والخطاب "التكفيري" المسيحيّ ببعض مواقف أصبحت واضحة وجليّة بإدعاء كنيسة ما الإستئثار بالحقيقة كاملة معتبرة أنّ تقاليدها وعقائدها هي ذاتها ووحدها "إرادة الله" لخلاص الإنسان. فكم من مجموعة مسيحيّة أو رهبانيّة ترفض أيّ حوار أو مشاركة مع إخوة وأخوات لها لا يشاطرنها ذات الآراء، وكم يصبح الأمر أكثر سوءاً وحِديّة بإيجاد حوار مع كنائس أُخرى؟ وإلى متى ستبقى قوانين الأحوال الشّخصيّة تنتقص من حقوق وكرامة المرأة، صورة الله، وتجعل هذه القوانين محتكرة برأي وقرار أساقفة رجال ضمن مؤسسة دينيّة لا تتبع استشارة حقوقيّين وذوي اِختصاص؟ لقد ثار يسوع بحزمٍ ضدّ "التّقاليد التّي أبطلت كلمة الله"، والّتي بها كان فريق من اليهود "يخرقون وصيّة الله"، متعدّين النّاموس ومحبة الله، فصاروا يكرمون الله بشفاههم، وقلبهم بعيد منه، فباطلة عبادتهم ووصايا بشر تعاليمهم". اعتمد يسوع الوداعة في التّعامل مع النّاس ومع القضايا الإجتماعيّة والفرديّة، والدعوة الشّخصيّة الموجهة إلى ضمير الفرد والّتي للاقناع بها بصبرٍ وأناة، ولمدّ يدّ العون معنوياً ومادياً المكان الاول. لذلك، على الكنائس أن تبرز قيم اللاعنف وتنشرها بما يقتضي من وسائل داعمة كلّ مبادرة في هذا المضمار. وأن تعيش اللّاعنف، داخلياً، في صميم حياتها، وفيما بين قادتها ومرؤوسيها ورعاياها، ولا تسمح بانتهاكات مستمرة تحت مسمَّى "فتاوى" وتفسيرات دينيّة محافظة كنسياً. فكم من فرقٍ كنسيّة تقود حملات هجوم عنيفة على المفكرين واللاهوتييّن والباحثين الّذين لديهم رؤى مخالفة لها، أو الّذين ينتقدون استدعاء التّقليد في ظروف غير مناسبة. كما ّأنّها لا تقبل بأيّ نقدٍ لدورها وتعمل على التّضييق على حرية الرأي والتّعبير؟ على الإنسان، أولاً وأخيراً، أن يحارب بكلّ قواه الشّرور المتنّوعة، الّتي ترزح الإنسانيّة وخفايا قلبه تحتها. وعليه أن يقاسم أخاه ألمه ومعاناته لتهون المآسي. هذا التّحدي هو شرط من شروط الإيمان ودليل عافية نفسيّة وروحيّة. Maria Kabara
لقد باتَ العالم قرية صغيرة في ظلّ التّحولات السّريعة لوسائل الاتصال والثّورة المعلوماتيّة، وبدأ تأثير هذه الثّورة الرقمية يتضّح في كافة أنشطة الحياة الإنسانيّة. وفي ظلّ هذا التسارع في العصر الرقمي وزمن الصّورة الرقمية وتقنيات الذكاء الاصطناعي وبرنامج "شات جي بي تي" (ChatGPT) والهولوغرام (Hologram)، وغيرها من التّقنيات والابتكارات التّكنولوجيّة. لهذا، حرصت جامعة دار الكلمة في فلسطين على دعوة مجموعة من الخبراء في هذا المجال الرقمي من منطقة جنوب غربي آسيا وشمال إفريقيا لفتح واستكشاف أفقاً لهذه المسألة المهمة في الوقت المناسب وبطريقة علمية، ولمناقشة استخدامات التّحول الرقمي في المشاركة والممارسات الدينيّة ومستقبله على صعيد قطاعات الفنون والمؤسسات التعليميّة والثّقافيّة، وأيضاً، لعرض التّحديات واستخلاص الفرص المُتاحة لدمجها مع تقنية الذّكاء الاصطناعي. هذا ما نوّه إليه القس البروفيسور متري الراهب مؤسس ورئيس جامعة دار الكلمة بقوله: "ستجلب الثّورة الرقميّة التّي نمرّ بها فرصاً لا نهاية لها ولكن، أيضاً، تحديات هائلة وسوف تُحدث ثورة في عملنا ودراستنا وكيفية ارتباطنا بأنفسنا والآخرين". ومن جهة د. باميلا شرابية مديرة برنامج اللّقاء التّشاوري ذكرت: " أنه تمّ دعوة المشاركين لمناقشة أسئلة عديدة منها: ما هي الآثار الأخلاقية والأيديولوجية والأنطولوجية للحياة الرقمية للأفراد والمجتمعات؟ وما هي الطّرق التّي يتحول بها المَشهد الثّقافي المعاصر نحو الرقميّة في جنوب غرب آسيا وشمال إفريقيا؟ وماذا عن الأمن السيبراني والقوانين والسّياسات الحكومية، مثل تلك المُتعلقة بالسّياسات التّنظيمية لإنترنت الاشياء في قطاع التّعليم العام؟". هذا اللّقاء عُقد في لارنكا من أعمال قبرص في 9-10 حزيران حول "الدّين والثّقافة والتّعليم العالي والتّحول الرقمي لجنوب غرب آسيا وشمال إفريقيا: التّحديات والفرص"، والّذي نظّمته جامعة دار الكلمة والمنتدى الأكاديمي المسيحي للمواطنة في العالم العربي (CAFCAW) . أكدَّ المشاركون والمشاركات على أهمية التّحول الرقمي عبر تفاصيل الحياة الإنسانيّة من ثقافة، دين، تعليم، صحّة، قانون، فنون …الخ. وتمّ تبادل الأفكار حول كيفية الاستفادة من هذا التّحول الرقمي سريع التّطور لتعزيز إمكانية التّغيير الإجتماعي في منطقة جنوب غرب آسيا وشمال إفريقيا وخارجها. شارك في هذا اللقاء التّشاوري أكثر من 36 أكاديمياً وفناناً وخبيراً من مختلف دول جنوب غرب آسيا وشمال إفريقيا ومنها فلسطين وسوريا ولبنان والأردن والعراق ومصر وعمان والمغرب، بالإضافة إلى حِفنة من المشاركين والمشاركات من الشّتات في أوربا من اختصاصات عديدة في اللّاهوت والسّياسة والقانون والعلوم الإنسانيّة والاجتماعية. وقد تضَّمن اللّقاء ورشات عمل وعروض أوراق أكاديميّة بحثيّة ونقدية، وجلسات حوار أكاديميّة والّتي شملت مداخلات قصيرة ونقاشات في العمق وجلسات تمهيدية وعامة وختاميّة. حيث تمّ التّركيز خلال اللقاء على مناقشة ثلاثة محاور: المحور الأول كان حول الدّين والتّحول الرقمي، والمحور الثاّني ركّز على الثّقافة والتّحول الرقمي، أمّا المحور الثّالث فناقشَ موضوع التّعليم العالي والتّحول الرقمي. اللّقاء التّشاوري في لارنكا هو، ولا شكّ، ثورة فكرية غامرة ومناسبة للتبادل الثّقافي والعلمي، وأيضاً، لطرح أسئلة ملحّة أخرى، لاستنباط مواطن الضّعف والمخاطر، في ظلّ هذه الثّورة الرقمية، الّتي علينا استشرافها وفهمها لخدمة الإنسان ومصيره وكرامته. مارسيل فؤاد
[email protected] لفظ رجل الله لفظ سائد جدا في الكنائس ، ولا يعرف المجتمع الكنسي مدى العنصرية في هذا اللفظ ومدى الشعور بالمهانة والتغيب التي تشعر بها المرأة التي تقدر ذاتها وتدرك قيمتها في الله ، كما أن هذا اللفظ العنصري يتجاهل فكرة وجود امرأة مؤمنة وإيماناها اقوى وأعمق وأصدق من الكثير من الرجال في معظم الأحيان، بل جعل البنات والنساء تتمنى لو كانت رجل وتشعر بالغربة في بيت الله . عندما أعترض على هذا اللفظ يكون الرد دائما أنى ارفض كلام الله لأن لفظ رجل الله ورجال الله يوجد بالعهد القديم وهذه حقيقة، لكن ينقسموا إلى نوعين:- النوع الأول :- لا يوجد عليه اختلاف مثال : - "وَهذِهِ هِيَ الْبَرَكَةُ الَّتِي بَارَكَ بِهَا مُوسَى، رَجُلُ اللهِ، " (تث 33 :1) هذا النوع الله يتكلم عن موسى كونه رجل وهذا صحيح وكونه رجل الله وهذا صحيح لأنه خدم الله بقيادة شعب إسرائيل من العبودية لأرض الموعد. النوع الثانى :- موضوع الاختلاف مثال العهد القديم :- " وَطَلَبْتُ مِنْ بَيْنِهِمْ رَجُلاً يَبْنِي جِدَارًا وَيَقِفُ فِي الثَّغْرِ أَمَامِي عَنِ الأَرْضِ لِكَيْلاَ أَخْرِبَهَا، فَلَمْ أَجِدْ." (حز22 :30) مثال العهد الجديد: - " اِسْهَرُوا. اثْبُتُوا فِي الإِيمَانِ. كُونُوا رِجَالاً. تَقَوَّوْا"(1كو16 :13) أختلافى على هذا النوع حيث يعتبر صفة الإيمان حكراً للرجال فهذا النوع نتاج مجتمع ذكوري لدرجة جعلت النساء أنفسهم يعتبرون وصفهم كرجل مدح ويشعرون بالفخر عند وصفهن أنهن رجال بينما في المقابل يعتبر الرجل وصفة بامرأة أهانه وتقليل، فوصف الرجل بامرأة يعتبر أكبر سبه تقال للرجل في مجتمعنا. وحتى الوحى كتب بواسطة رجال ونحن نؤمن أن الوحى ليس لفظي أو إملائي بل كان عملية مشاركة متبادلة بين الله والإنسان ،فوحي الكتاب المقدس يهتم بالجوهر لا بالظاهر، فمثلاً كلمات يسوع في الأناجيل ليست هي كما نطقها يسوع بالحرف، وإنما هي جوهر ما قاله يسوع. والعهد الجديد يكلمنا عن إنسان الله (كلمة إنسان مثنى اى امرأة ورجل) فمثلاً : " وَأَمَّا أَنْتَ يَا إِنْسَانَ اللهِ فَاهْرُبْ مِنْ هذَا، وَاتْبَعِ "(1تيمو6 :11) "لِكَيْ يَكُونَ إِنْسَانُ اللهِ كَامِلاً، مُتَأَهِّبًا لِكُلِّ عَمَل صَالِحٍ"(2تيمو 3 :17) يجب أن نراجع ككنيسة كل المصطلحات العنصرية والذكورية التي هى في الأساس ضد مشيئة الله لنا في المساواة والتكامل والتكريم ، في ضوء الكتاب المقدس نجد أن النساء المؤمنات التقيات هم أكثر بكثير، وهذا واضح جدا اذا نظرنا في حياة المسيح على الأرض فكانت التلاميذ النساء أكثر وفاء وعطاء وشجاعة فالكنائس تقوم على أكتاف الخادمات النساء بدون مقابل مادى ولا حتى معنى أو ابسط الحقوق وهو الاعتراف بما تقدمة وفى المقابل يخدم الرجال مقابل لقب قسيس وكاهن وظيفة ووجهة اجتماعية وتقدير من الكل. مارسيل فؤاد [email protected] كتبت الشاعرة أمينه عبد الله وقالت: "يشغلني كثيراً أن الله امرأةً محبة فهي القادرة فقط على خلق كل هذا الجمال من عدم وهي القادرة على فعل الولادة..." تم رفع قضية على هذه الشاعرة المصرية حين تكلمت عن الله كأم ، والسؤال هل هناك أعظم من الأمومة لكى ننسبه لله ؟! حقاً الله روح لا جنس له ومن العبارات التي تدل على روحانيته ما جاء في تث 4: 15-18 "فَاحْتَفِظُوا جِدًّا لأَنْفُسِكُمْ. فَإِنَّكُمْ لَمْ تَرَوْا صُورَةً مَّا يَوْمَ كَلَّمَكُمُ الرَّبُّ فِي حُورِيبَ مِنْ وَسَطِ النَّارِ. لِئَلاَّ تَفْسُدُوا وَتَعْمَلُوا لأَنْفُسِكُمْ تِمْثَالًا مَنْحُوتًا، صُورَةَ مِثَال مَّا، شِبْهَ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى". هكذا فتذكير (من الذكورة) الله ضد كلمة الله. فالروح عقلانيّ الفكر، أخلاقيّ الضمير، حر الإرادة. أنا أؤمن أنّ الله روح ليس ذكرًا ولا أنثى لذلك يحيرني السؤال التالي: لماذا عندما نشبه محبة الله الفائقة لنا نشبهها بالأب؟! لقرون ينسبون لله الذكورية ويرون انّه مدحٌ، أمّا نسب صفة أنثويّة لله فيعتبرونه أهانه لله! كتبت كتابي "الله المرأة والأخرون" (دار رسالتنا للنشر) وهو بحث عن الصفات الأنثوية لله في الكتاب المقدس وكم تعزّى قلبي عندما أدركتُ أمومة الله التي حجبوها عنا طول هذه القرون. فالله روح ليس له نوع جنس ولم يرَ أحد الله، ومن حق كل إنسان أن يرى الله كما يحب فكل منا لمس الصفات الجميلة في الأمومة والأبوة ونتعزى عندما نتحدث عن الله كأب فلماذا لا نرى الله أم؟! فالأمومة أعمق وأكثر أصالة من الأبوة وأكثر ارتباطاً بالمولود بحكم الطبيعة نفسها؛ فهي من تحمل وتلد وترضع. ومهما قدّم الأب للطفل لا توازي تقدماته أبدًا ما تقدّمه الأمّ بحكم الطبيعة. أمومة الله هزت أركان قلبي وأوضحت لي شخصيّة الله بشكل مختلف ومتميز، لأن الأبوة والأمومة معًا يعبّران عن صورة الله (تك1: 27). فالله ليس ملقح يرمى بذرتنا بدون أن يشعر بها، بل هو حاضن قريب منّا كالأمّ. فمن رسموا الله على صورة ذكر وأب فقط، لا يعلمون كم شوّهوا صورة الله؟! فالله خلق الأنسان "مثنى ذكر وأنثى" بهم تكامل يعبر عن صفات الله، فالجنسين يتكاملان مثل العينين في وجه الأنسان. عندما نعظ عن الله كأب فقط نقدم إلهًا يفتقر للصفات الأنثوية الرائعة كالحب، والحنان، والتضحية، والأمومة. انا شخصيًّا لا أرى حبًّا أعظم من حبّ الأم، فهي فعلت الكثير قبل أن يرى الأب الطفل ودفعت ثمن الولادة من جسدها، وخاطرت بحياتها في عمليّة الولادة، واستنزفت من صحّتها في فترتي الحمل والرضاعة المرهقتين، وخاصة فترة الحمل التي غيّرت ملامحها وأثقلت جسدها. فما يحدث للأم من تغيرات عند الحمل والولادة يشبه في نظري الفداء الذي حول شكل المسيح الذي قيل عنه "أَنْتَ أَبْرَعُ جَمَالًا مِنْ بَنِي الْبَشَر" (مز45 :2) إلى "لاَ صُورَةَ لَهُ وَلاَ جَمَالَ فَنَنْظُرَ إِلَيْهِ، وَلاَ مَنْظَرَ فَنَشْتَهِيَهُ (إش53 :2). الله لم يخلقنا من لا شيء، بل من كيانه، ومن ذاته تمامًا مثل الأُم التي تنجب طفلها من ذاتها ولحمها ودمها. وعلى هذا نكون نحن لحم الله وجسده وأعضاؤه، هناك إذًا علاقة عضويّة بيني وبينه، خلقني وجبلني من ذاته، وحينما أبتعد عنه أشعر بفراغ داخلي نفس شعورنا عندما تبتعد الأم عنّا ونحن رُضَّع. والعكس بالعكس، فحينما أبتعد عنه ينقصه شيء، وكأنّ شيئًا قد انتُزع من أحضانه، ويشعر ب«فراغ» أنا الوحيد الذي بمقدوري أن أسدّه. فالمسيح حملنا كما تحمل الأم المولود، لذلك بعد اللقاء معه تكون لنا ولادة ثانية "مَوْلُودِينَ ثَانِيَةً، لاَ مِنْ زَرْعٍ يَفْنَى، بَلْ مِمَّا لاَ يَفْنَى، بِكَلِمَةِ اللهِ الْحَيَّةِ الْبَاقِيَةِ إِلَى الأَبَدِ" (1بط 1: 23). والله في الكتاب المقدّس يلد "كلّ مَنْ هُوَ مَوْلُودٌ مِنَ اللهِ لاَ يَفْعَلُ خَطِيَّةً، لأَنَّ زَرْعَهُ يَثْبُتُ فِيهِ، وَلاَ يَسْتَطِيعُ أَنْ يُخْطِئَ لأَنَّهُ مَوْلُودٌ مِنَ اللهِ" (1يو3: 9)؛ فالولادة من الله ليست مجرد أنّه ألقى بذور الحياة داخلنا، بل تعني أنّه حملها ورعاها وأهتم بها كما تهتم الأم بتفاصيل نمو أولادها. |
Telosقضايا حاليّة أرشيف
|