الإعلامي ميلاد موسى
أنت في الملعب .. الحدث .. نهائي كأس العالم الملعب مليء بالمشجعين، والأجواء مشحونة. فريقك المفضل يسجل هدفًا في الدقيقة الأولى. هل تبدأ بالاحتفال وكأن الكأس في جيبك؟ أم أنك تبقى متيقظًا، عارفًا أن المباراة لم تنتهِ بعد؟ الإيمان المسيحي، يا صاحبي، يشبه هذا السيناريو. نعم، هناك يقين قوي بأن فريقك - أو بالأحرى حياتك الروحية - في أيدٍ أمينة، لكنك تعرف أن هناك شوطًا ثانيًا مليئًا بالمفاجآت. اليقين والتسليم في الإيمان المسيحي ليسا استسلامًا، بل استراتيجيتين مثل خطة المدرب: ثابتة ولكن ديناميكية في الوقت نفسه. الشوط الأول: اليقين ما هو اليقين؟ ببساطة، هو الثقة بأن الله هو المدرب الذي يعرف كل شيء. لكن، تذكر: المدرب لا يشرح خطته لكل لاعب بالتفصيل. إبراهيم خرج من أرضه، لا يعرف إلى أين سيذهب، لكنه كان واثقًا أن الله يقوده للفوز. هل هذا يعني أن المؤمن يعيش بلا قلق؟ بالتأكيد لا. حتى أعظم المدافعين يخطئون أحيانًا، لكن الثقة هنا هي أن الخطة الكبيرة بيد الله، وهو لا يخسر أبدًا. الشوط الثاني: التسليم إذا كنت تظن أن التسليم يعني الجلوس على دكة الاحتياط والتفرج، فأنت مخطئ. التسليم هو أن تلعب بكل ما لديك، حتى لو لم تفهم تمامًا سبب هذه الخطة. مريم العذراء، مثلاً، قبلت خطة الله التي كانت تفوق عقلها البشري، لكنها لعبت دورها بكل براعة. التسليم ليس خنوعًا، بل هو الثقة بأن المدرب يرى المباراة كاملة، بينما نحن نرى فقط الكرة عند أقدامنا. الوقت الإضافي: البحث المستمر وهنا نأتي إلى الجزء الذي يحبه كل مشجع حقيقي: التحليل والبحث عن المزيد. الإيمان المسيحي ليس بطاقة موسمية تنتهي بعد القداس. إنه دعوة لطرح الأسئلة، للبحث، للتفكير. توما، مثلاً، لم يكتفِ بالتصفيق عندما سمع أن المسيح قام. أراد أن يرى بنفسه. وبالمناسبة، المسيح لم يعاقبه على ذلك. بالعكس، أعطاه الدليل الذي يحتاجه. حتى الملعب الروحي، يا عزيزي، يحتاج إلى مراجعة مستمرة. الإيمان الحقيقي لا يخاف من الشكوك. الشك، عندما يكون نزيهًا، مثل إعادة الفيديو (VAR): يساعدك على التأكد أنك على الطريق الصحيح. الصافرة النهائية : في نهاية اليوم، الإيمان المسيحي هو رحلة. لا يوجد فائز أو خاسر في هذه الرحلة، لأن المدرب العادل يريد الكل أن يفوز. لكن، لتعيش هذه الرحلة بشكل صحيح، عليك أن تتوازن بين يقينك بالفوز وتسليمك لخطة المدرب، مع شغفك بالبحث والتحليل. والأهم، لا تكن مشجعًا من المدرجات فقط. انزل إلى الملعب، العب، ابحث، اسأل، وثق. وكما نقول دائمًا في عالم الرياضة: الأداء مهم، لكن النتيجة في يد ؟؟؟
0 Comments
Your comment will be posted after it is approved.
Leave a Reply. |
Telosقضايا حاليّة أرشيف
|