الإعلامي ميلاد موسى
في مر ما نعيش وتعاسة ما نعاني وهموم دنيانا، تتفجر أحيانا من هنا وهناك فقاعات إعلامية هجومية ضد رجال الكنيسة، تذمهم، تشتمهم، تنتهك خصوصية حياتهم، تقسو، تغلو، تضرب دون رادع، تؤلف كتب في السيئات عن ما قاموا ولم يقوموا به. تنسى هذه المنابر الإعلامية مجتمع الظل في الكنيسة، مجتمع طفيلي يتغذى على فتات الإيمان ... تكتمل شخصيته في ما يقوم من أدوار، ويختفي ويشعر بالدونية إذا ابتعد عن عمل ما يقوم به، فيشعر باكتمال شخصيته في دور يسند اليه أو عمل محبة "يقدّمه لربّه" ( كما يدّعون طبعا ) هذا المجتمع الخفيّ الظاهر، يلعب في كثير من الأحيان دور حسّاس في رواية الزير سالم، أو دور بروتوس الخائن، يضرب اليد التي آمنت به وأعطته كينونة في المجتمع، هذا المجتمع المتمثل بأشخاص يأتونكم بثياب الحملان، ثم في أول فرصة أو أول نقد أو أول صدام مع رجال الكنيسة أو مع الرعية، تراهم ينفسون سموم لم تعهدها أبدًا. منهم من سجل أشرطة لأصحاب النيافة ومنهم من هدّد بفضح أسرار ما، ومنهم من تسلّط وتجبر ولم يجد رادعًا ليقف، وهذا المجتمع كان له الفضل الكبير في الحملة الإعلامية الأخيرة على الكنيسة. هذا المجتمع الخفيّ أقوى من رجال الدين انفسهم، لأنهم ببساطة رابحين في كل الاتجاهات، فأصابع الاتّهام في شرقنا دائما على رجل الدين وصاحب النيافة والقداسة، أمّا هم ففي مأمن تام، ففي أيام السلم هم خراف مسَلَّطة على الرعية، وفي أيام الحرب على الكنيسة، هم المصلحون وأوّل من ينتقد ويفضح وينشر ويختلق، ولهم كل المصداقيّة من الرعية لأنهم الأقرب لرجال الاكليروس . هذا المجتمع الخفي الظاهر يخترق كل الطوائف، والأديان، والأزمان، فمن أيّام معلّمنا الأول يسوع المسيح وحتى يومنا هذا تجهدهم شغوفين بعملهم ولهثهم لما تَقَدَّم. قد يقول بعضكم، ليس كل من يعمل في الكنائس ينتمي لهذا المجتمع القويّ! بالتأكيد لا .. فالتعميم قاتل ولكننا نريد في هذه السطور أن نلفت عنايتكم إلى هؤلاء الأشخاص الذين يقول عنهم علم النفس بأنهم يجدون منزلتهم في الحياة من خلال دورٍ ما أُنيط بهم يدافعون عنه بشراسة ليشعروا بوجودهم .... يتسائل بعضكم ما الحل ؟ لايوجد ياعزيزي ، فلمثل هؤلاء «ملكوت السموات» !
0 Comments
Your comment will be posted after it is approved.
Leave a Reply. |
Telosقضايا حاليّة أرشيف
|