الإعلامي ميلاد موسى
يا جماعة الخير، عفوًا، يا جماعة الرب، هل هذا بيت الله أم فرع جديد لسلسلة تجارية ضخمة؟ إذا دخلت بعض الكنائس في هذه الأيام، فبدلاً من أن تشم رائحة البخور، ستشم رائحة أرباح المشاريع. وبدلاً من سماع تراتيل الملائكة، ستسمع أصوات العروض: "اشترِ قطعة واحصل على الثانية بنصف السعر!". "بيتي بيت الصلاة يُدعى…"، بس لا تخبر الكاشير! زمان، الكنيسة كانت مكانًا للراحة الروحية. كنت تدخل لتصلي، تتأمل، تشعر بالسلام الداخلي. اليوم؟ تدخل لتشتري، تتسوق، وتخرج بفاتورة. وإذا سألتهم: "شو القصة؟" يأتيك الجواب بكل براءة: "لدعم الأنشطة الكنسية!"، لدفع الفواتير، لتمويل المخيمات والنشاطات، والبوفيهات المفتوحة بعد كل جلسة كنسية، وكأن الكنيسة صارت شركة استثمارية تحتاج إلى تقارير ربع سنوية. دعونا نتكلم بصراحة، يا رفاق. هل هذه هي الكنيسة أم سوق مفتوح؟ أكشاك بيع؟ حفلات بسعر التذكرة؟ زينة الميلاد تُباع بأسعار منافسة؟ وحتى المياه . أنا لا أعترض، أكرر لا أعترض ، أكرر لا أعترض، على وجود تمويل لدعم المشاريع، لكن عندما يصبح هذا هو الشغل الشاغل للكنيسة، تصبح المشكلة ليست في المشاريع بل في الأولويات. أرباح الدنيا، خسائر الروح إذا ركزنا على تعاليم المسيح، الرجل لم يفتح مشروعًا تجاريًا لتغطية تكاليف عظاته! بالعكس، قلب طاولات الصيارفة وطرد التجار من الهيكل. والآن؟ نفس المشهد يتكرر، لكن بالمقلوب. يبدو أننا بدل أن نتبع خطوات المسيح، قررنا اتباع خطوات رواد الأعمال. الكنيسة، بكل صدق، ليست شركة، والربح ليس غايتها. عندما تتحول الكنيسة إلى "بيزنس موديل" ، تفقد رسالتها الروحية. وهنا، تكمن الكارثة: نربح المال، لكن نخسر النفوس. يا قادة الكنيسة، أعيدوا الحسابات! قبل أن نقلب الطاولات (على طريقة المسيح طبعًا)، دعونا نسأل: أين الأولويات؟ لماذا يُستهلك كل هذا الجهد والوقت في التجارة بدل تعزيز الروحانية؟ أليس الأفضل تنظيم فعاليات تعيد الشباب للكنيسة بدلاً من تحويلها إلى مركز تسوق؟ بعض الحلول التي قد تضيء الطريق: 1. تحديد سقف المشاريع: لتكن المشاريع الربحية محدودة وموجهة لدعم المحتاجين فقط. 2. تعزيز الأنشطة الروحية: أين الأمسيات الروحية؟ أين دورات تعليم الكتاب المقدس؟ أين الاهتمام الحقيقي بالمجتمع؟ أين اللقاء المباشر وغير المباشر بالرعية؟ 3. الشفافية: وضحوا أين تذهب الأموال. فالشفافية هي أفضل وسيلة لتجنب الانتقادات. الخاتمة: عودة إلى الرسالة الأصلية تذكروا: الله لا يحتاج ميزانية ولا حسابات مصرفية. الله يحتاج قلوبًا مؤمنة وأيادي عاملة في الخير. لننهي بمقولة شعبية لعلها تنير الطريق: "إذا أردت بناء كنيسة قوية، ابدأ ببناء النفوس، لا الخزائن". لا تجعلوا كنيستنا نسخة من السوق. فلنبقها كما أرادها المسيح: بيتًا مفتوحًا، روحانيًا، خاليًا من بطاقات الأسعار. بيتاً ثانيا لكل فرد منا . من له أذنان للسماع فليسمع
0 Comments
Your comment will be posted after it is approved.
Leave a Reply. |
Telosقضايا حاليّة أرشيف
|