الأستاذ ميلاد موسى
رائحة بخور قوية، شموع تضيئ في كل مكان، احتفالات، طبل وزمر، تهليل، قام المسيح قام المسيح قام المسيح حقا قام . تساءلت مرارا وتكرارا عن حدث القيامة، عن حدث قبل مئات والاف السنين وكيف نحن المسيحين نحي ونتذكر ونعيش هذا الايمان، هل بشمعة مضاءة من تلقاء نفسها ام بقبر فارغ ... على ماذا نرتكز في ايماننا اليس على قيامة المسيح بحد ذاته ، ماذا يهم المؤمن ؟ ماذا بالأحرى ننقل لأطفالنا ولغير المسيحين من رسائل فرح نعيشها ؟ هل نفرح بالشمعة والقبر الفارغ هل نفرح لأنها مضيئة ام لأنه فارغ ؟ أخطر شيء على المسيحية أن ترتكز على قبر فارغ . فإيمان الكنيسة لا يرتكز على قبر فارغ . فماذا لو سرق القبر، ! ماذا يعني ذلك ؟ حدث القيامة لا يرتكز على ووجود الجسد واختفائه ( مع أهمية ما تقدم ) ولكن قيامة يسوع الحقيقة أو حدث القيامة يتمحور حول اللقاء الحقيقي بين المسيح القائم من الموت وابتاعه، اللقاء هو الأهم، الخبر السار ليس القبر الفارغ بل اللقاء ، التواصل ، لقاء يسوع بمريم المجدلية والتلاميذ نقلهم من الحزن الى الفرح من الاكتئاب الى العمل بنشاط من السجن الى الحرية المطلقة من الصمت الى التكلم بلغات عديدة . فلو رجعت مريم وأخبرت الرسل عن القبر الفارغ من دون لقاء ، من دون ظهور ، من دون أن يقول لتوما تعال وضع يدك في جرحي ، من دون أن يتمشى مع تلميذي عماوس، لكانت قيامة غير ناضجة . أما وقد تواصل ربنا يسوع المسيح مع مريم المجدلية واعطاها البشارة الأولى ومع تلاميذه وارسلهم للعالم ومع تلميذي عماوس، فقد أصبحت قيامتنا مجيدة . المسيحية لقاء مع الاخر، المسيحية حب التواصل ، حب التواجد حب العمل حب الاخر المختلف ، المسيحية عندما يجتمع اثنان باسمي أكون هناك وسطهم ( متى 18-20 ) ....... ولن تكون يوما بقبر فارغ
0 Comments
|
Telosقضايا حاليّة أرشيف
|