مارسيل فؤاد
([email protected]) التفسير 1 : هربرت لوكير في كتاب كل نساء الكتاب المقدس ص81 حيث قال "ويشعر بعض الكتّاب أنه حيث أن لفيدوت كان زوجاً لامرأة شهيرة، فقد كان خاضعًا لزوجته أو أن دبورة صاحبة القرار ...ولو لم تتلق محبة وعطفا ونصيحة زوج، وكان سعيداً راضياً بالحصول على المركز الثاني". ثمّ أشار إلى تفسير"وارتون" في كتابه "نساء شهيرات" حيث قال "إنّ زوج دبورة لفيدوت ضعيف الشخصيّة متزوج من امرأة قوية الإرادة وقوية البنيان". الاعتراض: إنّ هذا التفسير يشير إلى أنّ نجاح أيّ امرأة هو نتيجة ضعف شخصيّة الرجل فيضع في داخل كلّ رجل مقاومة لنجاح المرأة التي في حياته على اعتبار أنّ نجاحها دليل فشله، كما أنه ترسيخ لفكرة الديكتاتورية بدلاً من التكامل. يجب أن نؤكّد أن القرار الصواب والذي ينفع الصالح العام هو الذى يجب أن نأخذ به بغض النظر عن قائله. وأنا اختلف مع النفسير أعلاه، فالحقيقة أنّ لفيدوت في المركز الأوّل لأننا نحتاج أن نتعلم منه أكثر ما هو صعب التنفيذ، ألا وهو احترام عمل الله في زوجاتنا اللواتي عادة ما ننظر إليهنّ نظرة دونيّة مظلمة، نظرة التسخير والاستغلال، نظرة مصدرها الشيطان الذي يُظهرهنّ من خلال المجتمع وكأنّ الله لا يعمل بواسطتهنّ وفيهنّ ومن خلالهنّ، ولكأنّهنّ مجرّد متعة للرجل. التفسير2: استخدام الله للمرأة في خدمةٍ جهارية هو استثناء، فحسب اعتقاد البعض فإنّ الله يبحث أولًا عن كاهن، وإن لم يجد يبحث عن نبيّ، ثمّ عن ملك، ثمّ عن رجل عامّي، ثم عن امرأة، ثمّ عن طفل، ثمّ عن حيوان. ويعتبر هؤلاء أنّ كلّ استخدام مميز للمرأة عبر تاريخ الوحي ما هو إلّا استثناء لعدم وجود رجال. الأعتراض :هذا الفكر به إهانة لله لأنه يعتبر الله عاجزًا ومضطرًا أن يخاطب الناس بواسطة المرأة، فهل النساء غير قادرات على إدراك القصد الإلهي وإعلانه للأخرين؟! كيف تكون مريم أخت موسى ودبورة وإستير وخلده وفيبي وغيرهنّ مجرّد استثناءات؟ القضاء والنبوّة هما خدمة جهاريّة فلماذا لم يستخدم الوحي زوج دبورة الرائع؟ ألّا يوجد في كلّ جيلها رجال أتقياء ليقوموا بهذا الدور؟! الحقيقة أني أرى أنّ النبيّة والقاضية دبورة ليست استثناء كما يدّعي البعض الجامد المتحجّر الذي يريد أن يقصي مُشاركة المرأة ولا يترك لها سوى "مهمّة" الجلوس على الكراسي، إشباعًا لوهم التميّز والسيطرة الذكوريّة. أجد في دبورة تحدّي الله للفكر الذكوريّ المريض، وتطبيقٍ لفكر الله السويّ الذي يتعامل مع الإنسان بنظرة عميقة عادلة. وبالتأكيد، فإنّ ما ينسف هذا التفسير هذا هو استخدام الله لخَلدة النبيّة بالرغم من وجود أنبياء عظماء مثل إرميا "الَّذِي كَانَتْ كَلِمَةُ الرَّبِّ إِلَيْهِ فِي أَيَّامِ يُوشِيَّا بْنِ آمُونَ مَلِكِ يَهُوذَا" (أر 1: 2)، وصفنيا "كَلِمَةُ الرَّبِّ الَّتِي صَارَتْ إِلَى صَفَنْيَا.. فِي أَيَّامِ يُوشِيَّا بْنِ آمُونَ مَلِكِ يَهُوذَا" (صف 1: 1)، وناحوم والذين كانوا معاصرين للملك يوشيا أيضًا "فَذَهَبَ حِلْقِيَّا الْكَاهِنُ.. إِلَى خَلْدَةَ النَّبِيَّةِ..." (2مل 22: 14) التي اختار الربّ أن يُرسل كلمته من خلال امرأة "فَقَالَتْ لَهُمْ: هكَذَا قَالَ الرَّبُّ إِلهُ إِسْرَائِيلَ: قُولُوا لِلرَّجُلِ الَّذِي أَرْسَلَكُمْ إِلَيَّ" (2مل22: 15). إذًا، الله يستخدم المرأة في وجود رجال عظماء والدليل استخدام الربّ لخلدة النبية أثناء وجود أنبياء عظماء كإرميا وصفنيا وناحوم. إنّ الكتاب المقدّس ينفي فكرة الأدوار لأنّ الله يستطيع أن يفعل أيّ شيء بأيّ شخص كما سجل الوحي على فم يوناثان لحامل سلاحه "لأَنَّهُ لَيْسَ لِلرَّبِّ مَانِعٌ عَنْ أَنْ يُخَلِّصَ بِالْكَثِيرِ أَوْ بِالْقَلِيلِ" (1 صم ١٤: ٦). فالله كان يتعمّد استخدام الضعفاء من وجهة نظر المجتمع، حتّى يعود المجد له، فاختار الملك داود وهو صغير السنّ النبي وفضّله عمّن هم أكبر منه، وقال على لسان صموئيل عن الأكبر أليآب "لا تنظر الى منظره وطول قامته لأني قد رفضته. لأنه ليس كما ينظر الإنسان. لان الإنسان ينظر الى العينين، وأما الرب فانه ينظر الى القلب" (1 صم ١٦: ٧). ومن الملاحظ أنّ خَلدة كانت فقيرة، وكانت متزوجة من رجل حفيد لرجل حارث ثياب (حرحس). أصبحت خَلدة نبيّه بدون وساطة لها من الأنبياء. فالله يستخدم كلّ شخص بموهبته التي ميّزه بها ليخدم من خلالها جماعة الربّ، وهو ما حدث مع مريم أخت موسى التي كانت قائدة للشعب في التسبيح رغم وجود قادة آخرين مثل موسى وهارون. وردًا على ادّعاء أنّها كانت قائدة للنساء فقط مذكّر بالآية القائلة "إِنِّي أَصْعَدْتُكَ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ، وَفَكَكْتُكَ مِنْ بَيْتِ الْعُبُودِيَّةِ، وَأَرْسَلْتُ أَمَامَكَ مُوسَى وَهارُونَ وَمَرْيَمَ" (مي6: 4)؛ أيّ أنّ مريم كانت من قادة الشعب رجالًا ونساء مع موسى وهارون. علينا كمؤمنين أن نحترم المنطق حتّى نصل للحقّ، ولو تحطمت تحت أقدمنا ألف عقيدة بالية.
0 Comments
مارسيل فؤاد ([email protected]) المفسِّر: موقع تكلا
الموقع : https://st-takla.org/books/fr-salaib-hakim/question-answer/woman.html التفسير1: أن الرجل سابق على المرأة في الوجود لأنه هو الذي خُلِق أولًا. كما -يقول بولس الرسول: "المرأة لا تتسلط على الرجل لأن آدم جُبِل أولًا ثم حواء" (1تى2: 13). التعليق :لا يوجد ميزة لمن خُلق أولاً لأن الحيوانات ستكون لها هذه الميزة لأنها خلقت قبل اّدم ، كان يجب أن يُخلق أحدهم اولأ ليدرك احتياجه للأخر ولا يشعر بتطفل عليه وحينها كنا سنسأل نفس السؤال أيضاً ؟ فالله أراد أن يقر اّدم باحتياجه لشريك في الحياة بنفسه " فَدَعَا آدَمُ بِأَسْمَاءٍ جَمِيعَ الْبَهَائِمِ ..... وَأَمَّا لِنَفْسِهِ فَلَمْ يَجِدْ مُعِينًا نَظِيرَهُ" (تك 2 :20 ) ، وأكد الله على هذا الاحتياج : وَقَالَ الرَّبُّ الإِلهُ: «لَيْسَ جَيِّدًا أَنْ يَكُونَ آدَمُ وَحْدَهُ، فَأَصْنَعَ لَهُ مُعِينًا نَظِيرَهُ»(تك 2 :18). الله لم يخلق الإنسان ليتسلط على إنسان أخر بل ليتسلطوا الأثنين الرجل والمرأة على الطبيعة " وَبَارَكَهُمُ اللهُ وَقَالَ لَهُمْ: «أَثْمِرُوا وَاكْثُرُوا واملأوا الأَرْضَ، وَأَخْضِعُوهَا، وَتَسَلَّطُوا عَلَى سَمَكِ الْبَحْرِ وَعَلَى طَيْرِ السَّمَاءِ وَعَلَى كُلِّ حَيَوَانٍ يَدِبُّ عَلَى الأرض" (تك 1: 28) ، وتأتي بلغة الجمع وليس السلطان والبركة لاّدم وحده. التفسير 2: لأن المرأة هي من الرجل لأنها أُخِذت منه كما يقول بولس الرسول: "لأن الرجل ليس من المرأة بل المرأة من الرجل" (1كو11: 8).
وفالكاتب تجاهل باقي النص ع12" أَنَّهُ كَمَا أَنَّ الْمَرْأَةَ هِيَ مِنَ الرَّجُلِ، هكَذَا الرَّجُلُ أَيْضًا هُوَ بِالْمَرْأَةِ. وَلكِنَّ جَمِيعَ الأَشْيَاءِ هِيَ مِنَ الله" ، على مر التاريخ المرأة هي التي تنجب الرجل، وإذا كان يجب على المرأة أن تكون ممتنة للرجل الذى خلقت منه فعلى الرجل أن يمتن للتراب الذى خلق منه ولكن هذا نوع من العبث فالله هو الخالق .
التفسير 4: لأن الرجل هو صورة الله ومجده كما يقول بولس الرسول: "الرجل صورة الله ومجده. وأما المرأة فهي مجد الرجل" (1كو11: 7). التعليق : الإنسان بنوعي جنسه وفى تكاملهم معاً يمثلوا صورة الله وليس الرجل فقط لأنه هذا تجاهل لباقي الكتاب والذى من بدايته يأكد على هذا " فَخَلَقَ اللهُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِهِ. عَلَى صُورَةِ اللهِ خَلَقَهُ. ذَكَرًا وَأُنْثَى خَلَقَهُمْ" (تك 1: 27) . التفسير 5: لأن المرأة هي التي ضعفت بالغواية أولًا وتعدت الوصية كما يقول بولس الرسول: "آدم لم يُغْو لكن المرأة أُغويت فحصلت في التعدي" (1تى2: 14).
- (رو5: 12) "مِنْ أَجْلِ ذلِكَ كَأَنَّمَا بِإِنْسَانٍ وَاحِدٍ دَخَلَتِ الْخَطِيَّةُ إِلَى الْعَالَم، إِذْ أَخْطَأَ الْجَمِيعُ". One man) (NKJV) ، - (رو5: 14) "لكِنْ قَدْ مَلَكَ الْمَوْتُ مِنْ آدم إِلَى مُوسَى، وَذلِكَ عَلَى الَّذِينَ لَمْ يُخْطِئُوا عَلَى شِبْهِ تَعَدِّي آدم" ، - (1كو15: 22) "لأَنَّهُ كَمَا فِي آدم يَمُوتُ الْجَمِيعُ، هكَذَا فِي الْمَسِيحِ سَيُحْيَا الْجَمِيعُ..." ، - (1تى 2: 14) "وَآدَمُ لَمْ يُغْوَ، لكِنَّ الْمَرْأَةَ أُغْوِيَتْ فَحَصَلَتْ فِي التَّعَدِّي". - لم يذكر العهد القديم حواء بعد تكوين أربعة. - ذكر آدم مرتين في العهد القديم كسبب في السقوط - (أي 31: 33) "إِنْ كُنْتُ قَدْ كَتَمْتُ كَالنَّاسِ (AS Adam) (NKJV) ذَنْبِي لإِخْفَاءِ إِثْمِي فِي حِضْنِي" - (هو6: 7) "وَلكِنَّهُمْ كَآدَمَ تَعَدَّوْا الْعَهْدَ". : إن التكوين الجسدي للرجل من جهة قوته العضلية والجسمانية وما يتبعها من قوة الإرادة والقدرة على تحمل المشاق تؤهله أكثر للقيادة. التعليق : العالم البدائي كان يعتمد على القوة الجسدية نتيجة الصيد والحروب أما الأن القوة الجسدية لا تمثل شيء ولكن بالذكاء والعلم والقدرة على التعامل مع التكنولوجيا وحتى في العالم البدائي القوة الجسدية للرجل لم تأمن الأسرة لذلك قام المرأة بالزراعة .
هذا بجانب إذا أخدنا حياة المسيح كنموذج ستفوز المرأة بلا منازع في قيادة الخدمة وذلك لأنه لم يذكر أن امرأة واحدة أخطأت في المسيح ، أما التلاميذ الرجال من خان ومن أنكر ومن باع وجميعهم تركوا وخافوا وقت الصلب وكانوا يبحثون عن السلطة وقت أن أخبرهم عن موته . أسعد قطّان - ALMODON
يضمن البند الثامن عشر من الإعلان العالميّ لحقوق الإنسان حرّيّة الضمير والدين والمعتقد لكلّ فرد إنسانيّ. وقد شهدت العقود الأخيرة تصاعد الاهتمام بهذا الجانب من شرعة حقوق الإنسان، وعمد عدد لا يستهان به من دول شمال الكرة الأرضيّة إلى استنباط منصب سفير لما بات يُعرف بحرّيّة الدين والمعتقد (FoRB)، مع ما يستتبعه مثل هذا التدبير من خلق بنًى تحتيّة ودوائر تهدف إلى متابعة تطبيق هذا المبدأ في غير بلد في العالم. وينسحب هذا خصوصاً على ما بات يعرف في بعض الأدبيّات بالحزام المشاكس (resistant belt)، الذي يتألّف من دول غالبيّة سكّانها من غير المسيحيّين، ولا سيّما المسلمين، يعيشون في ظروف اقتصاديّة صعبة، والمصطلح يعود إلى المرسَل المسيحيّ المولود في الأرجنتين لويس بوش (Luis Bush). من الطبيعيّ أن تثير قضيّة كهذه ريبة من يعيشون في الدول التي تنتمي إلى منطقة جنوب غرب آسيا وشمال إفريقيا (SWANA)، إذ يُطرح السؤال حول مدى ارتباط تكثّف الاهتمام بالبند الثامن عشر من إعلان حقوق الإنسان دون سواه بأجندات سياسيّة ودينيّة خفيّة ذات طابع استعماريّ أو تبشيريّ. فالمعروف أنّ حماية الأقلّيّات كانت، منذ القرن التاسع عشر، شعاراً تمّ استخدامه بغية تحقيق مصالح وأهداف سياسيّة. وقد تجدّد هذا الخطاب بقوّة في الآونة الأخيرة لدى بعض اللوبيات في أوروبا والولايات المتّحدة وكندا، وارتبط بنظريّة «حلف الأقلّيّات» التي تبنّاها عدد من المسيحيّين في العالم العربيّ وجعلوا ذاتهم جزءاً منها. هذه المخاوف وغيرها عبّر عنها القسّ د. متري الراهب، رئيس جامعة «دار الكلمة» في بيت لحم، والاختصاصيّة في علوم الدين د. باميلا شرابية، منسّقة أعمال المنتدى الأكاديميّ المسيحيّ للمواطنة في العالم العربيّ (CAFCAW)، في أثناء افتتاحهما حلقةً تشاوريّةً حول مسألة حرّيّة الدين والمعتقد جرت يومي الثاني والثالث من كانون الأوّل/ديسمبر 2022 في ليماسول من أعمال جزيرة قبرص، وقد تشاركت الجامعة والمنتدى في تنظيمها وإعدادها. ضمّ هذا اللقاء التشاوريّ اختصاصيّات واختصاصيّين في اللاهوت والسياسة والقانون والعلوم الإنسانيّة ونشطاء في شؤون سياسيّة واجتماعيّة وقانونيّة شتّى أتوا من المشرق العربيّ ومصر والخليج والمغرب العربيّ وأوروبّا، فضلاً عن حفنة من المشاركين من غير العرب. وقد تركّز النقاش على محاور ثلاثة هي سياق دول جنوب غرب آسيا وشمال إفريقيا والأجندات السياسيّة، حقوق الأفراد والجماعات وإدارة التنوّع، وقوانين الأحوال الشخصيّة والمساواة الجندريّة. اتّصفت الحلقة بمداخلات قصيرة ونقاشات في العمق تناولت القضيّة المطروحة. وقد عمل المشاركات والمشاركون على مسوّدة نصّ هو بمنزلة ردّ من منطقة جنوب غرب آسيا وشمال إفريقيا على إشكاليّة حرّيّة الدين والمعتقد، على أن يصدر النصّ النهائيّ بعد حوالى أسبوعين. وقد شدّدت هذه المسوّدة على أنّ هذه الحرّيّة يجب مقاربتها بوصفها جزءاً لا يتجزّأ من مفهوم الحرّيّة كحقّ إنسانيّ عامّ، علماً بأنّ هذا الحقّ يعبّر عن ذاته في مجالات شتّى، غير أنّه لا يتجزّأ ولا يمكن اختزاله بجانب واحد دون سواه. فالحرّيّة السياسيّة والاجتماعيّة لا تقلّ أهمّيّةً عن حرّيّة الدين والمعتقد وتتقاطع معها في مجالات عدّة. من جهة أخرى، أكّد والمشاركون والمشاركات أهمّيّة أخذ سياق المنطقة التي ينتسبون إليها في الاعتبار لما لا تزال تتّصف به من نقص في المساواة بين الأفراد والفئات المجتمعيّة، وذلك في قضايا لا تختصّ بالخيار الدينيّ حصراً، بل تشمل أيضاً، على سبيل المثال، العدالة بين الجنسين وغياب قوانين مدنيّة للأحوال الشخصيّة، فضلاً عن ضرورة قيام الدولة المدنيّة التي تحتضن التنوّع وتحمي الحرّيّة بمندرجاتها كافّة مارسيل فؤاد ([email protected]) سنحاول في ما يأتي نقد تفسيرّين حول آية بولس "أيتّها النساء اخضعن لرجالكنّ كما يليق في الربّ" (كو3: 18)
١) تفسيربنيامين بنكرتن، مكتبة الأخوة، (الموقع) فشاء الله الخالق أن يجعل الرجل بمقام سلطان في بيتهِ ويوجب على امرأتهِ وأولادهِ الطاعة لهُ. لاحظ أن الوحي يُخاطب أولاً الذين تحت السلطان كالنساء والأولاد؛ لأن الطاعة منهم هي أعظم شيء؛ لأن النساء يجب أن يخضعن لرجالهنَّ بغضّ النظر عن صفاتهم فلا يجوز للمرأة أن تُقاوم رجلها أو تترأس عليهِ على الزعم بأنها أفهم منهُ أو أنهُ قاسٍ عليها. لأن الخضوع يليق بها في الرب الذي شاء وجعلها خاضعة لرجلها. وأما الرجال فيجب أن يحبوا نساءهم ويُعاملوهنَّ بالرفق والحنو. فإن كان لهم سلطان في بيوتهم حسب ترتيب الله فهو لا يتركهم يستعملونهُ حسب الحاسيَّات القاسية الطبيعية. الرب يعرف ضعفنا والأبواب التي تدخل منها التجارب الخصوصية. فالمحبة هي غريزية في النساء ومن النوادر تكون امرأة في تجربة أن تنفر من رجلها وتتطلع على غيرهِ، ولكن الخضوع لهُ في كل شيء يمنحها يوميًّا بحيث يلزم بأن تكسر إرادتها. وأما الرجل فلا يزال في تجربة أن يملَّ من عشرة امرأتهِ فتبرد محبتهُ ويتقسَّى عليها؛ فلذلك الوحي يُخاطب الرجال بما يناسبهم من هذا القبيل. ٢) تفسير ديفيد كوزيك، "الكلمة الثابتة"، آية كو3: 18 أَيَّتُهَا النِّسَاءُ، اخْضَعْنَ: الكلمة اليونانية القديمة المُترجمة اخْضَعْنَ هي كلمة مُستعارة من العسكرية، وتعني حرفياً "أقل رتبةً." فهي تشير إلى الطريقة التي ينظم فيها الجيش، فهناك مستويات مختلفة من الرتب والجنرالات والروّاد والنقباء والرقباء والجنود. وكل فرد مُلتزمٌ باحترام من هو أعلى رتبةً منه. • قد يكون الجندي أكثر ذكاءاً وأكثر موهبة وأفضل كإنسان من الجنرال. ومع ذلك، لا يزال اقل رتبةً من الجنرال. فهو لا يخضع للجنرال كشخص أكثر من خضوعه له كرتبة عسكرية. وبنفس الطريقة، لا تخضع المرأة لزوجها لأنه يستحق ذلك، بل هي تخضع له لأنه زوجها. • فكرة الخضوع لا علاقة لها بكون الشخص أذكى أو أفضل أو أكثر موهبة، بل لها علاقة بترتيب الله. " كل من خدم في الجيش يعلم أن الرتبة لا شأن لها بالقيمة والقدرة بل بالترتيب والسلطة." ويرزبي (Wersbie) ٣) نقدنا للتعليقين أعلاه تعتمد التفاسير الذكورية، والتي تتسم بمحاولاتها المستميتة لجعل الرجل أفضل من المرأة، باستخدامٍ منحاز لآيات الكتاب، وأول طرقهم لذلك هو اجتزاء النص. فبالنسبة للخضوع يجب أن يكون الخضوع مشروطًا بالفكر الصحيح والرأي الصواب ومن خلال المشورة. فليس منطقيّ مثلاً أن يكون الزوج أحمقًا مثل نابال، والزوجة جيّدة الفهم مثل ابيجايل، ثم يطلب منها الله أن تخضع للزوج! فكيف يجوز أن يكون الخضوع مبنيّا على نوع الجنس؟ وما الفرق بين مَن يقولون هذا القول التمييزيّ بين الجنسين وبين من يميّزون الناس حسب لون بشرتهم مثلًا. في ضوء الكتاب، يمكننا أن نرى أنّ نِصْفَ الحقّ ضلالٌ كاملٌ، وهذا ما فعله الشيطان في تجربته مع المسيح حين حارب المسيح بجزء من المكتوب في الكتاب المقدّس (لو4). لا يمكننا تفسير آية كولوسي ٣: ١٨ على النحو الذي رأيناه أعلاه لأنّ هناك آية من أفسس تقول بوضوح: "خَاضِعِينَ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ فِي خَوْفِ اللهِ" (أف5: 21). السياق القريب للآية يطلب من كل الكنيسة أن تكون خاضعة بعضها لبعض، أي تختفى التبعيّة للذكور لأنّ المرأة فى محضر الله إنسان مؤمنٌ لها كامل الامتيازات، فالمطلوب أن نكون مسرعين في الخضوع كلنا. لكن ما يُقال للمرأة أن الخضوع مرتبط بها كجنس في مخالفة لتعليم الكتاب حول خضوع الجميع بعضهم لبعض ثمّ لو عدنا للكتاب بدون رأي مسبق، لرأينا أنّ إبراهيم ليس الزوج الذى تناديه زوجته "سيدي" فقط؛ فهو الزوج الذى تراجع عن موقفه وتمّم رأى زوجته سارة عندما عرف أنه الأصلح.فالله في الكتاب المقدس أمر رجل وهو ابينا إبراهيم بالخضوع لزوجته "فِي كُلِّ مَا تَقُولُ لَكَ سَارَةُ اسْمَعْ لِقَوْلِهَا" (تك21: 12). إلّا أنّ بعض رجال الدين يقدّمون كلام سارة التي قالت لإبراهيم "سيدي" على كلام الله نفسه عندما يكون في صالحهم؛ فهم يطالبون العروس في أن تدعو زوجها "سيّدًا" لها مع أن يوجد نصّ بلسان المسيح نفسه يمنعها عن ذلك: "وَأَمَّا أَنْتُمْ فَلاَ تُدْعَوْا سَيِّدِي، لأَنَّ مُعَلِّمَكُمْ وَاحِدٌ الْمَسِيحُ، وَأَنْتُمْ جَمِيعًا إِخْوَةٌ" (مت 23 :8). ومن الضروري التذكير بأن لفظ (سيدي) الذي قالته ساره قالته فى سرّها، أي أنّه كان علامة احترام داخلي. وإبراهيم كان هو أيضاً كان يبادلها الأحترام، لأنّه حتى فى صلاته وعلاقته مع الرب رفض أن يصفها بأنها عقيمة، بل وصف نفسه أنّه عقيم "فقال إبرام أيها السيد الرب ماذا تعطيني وانا ماض عقيما" (تك 15 : 2)، وذلك رغم أنّ سارة هي التي لم تكن قادرة على الإنجاب، وكلام ابراهيم كان سرا. إذًا، الاحترام بين إبراهيم وسارة كان ينبع من الداخل وهو شيء متبادل. نجد في ضوء الكتب المقدس أنّ رجالًا خضعوا لنساءٍ بأمر إلهيّ:
على النساء أن تفكرن وتبحثن ولا تسمحن بوجود وسيط بينهنّ وبين الله، فهذا الكلام ليس كلام الله، بل أمنيات الرجل الذي أستخدم الله لتحقيقها. ماريَّا قباره
إنّ حريّة الدّين أو المعتقد دعامة أساسيّة لقيام أيّ نظام ديمقراطيّ حديث. وحرية الدّين هو مفهوم سياسيّ ومجتمعيّ تضمن فيه الدّولة حريّة العِبادة دون التضييّق على أصحاب أيّة عقيدة في الإيمان أو الفكر أو الممارسة. يمكن لكلّ منّا أن يقرأ في المادة 18 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان "أنّ لكلّ شخص الحقّ في حرية الفكر والوجدان والدّين. ويشمل هذا الحقّ حرية تغيير دينهم أو معتقدهم، وحرية إظهار دينهم أو معتقدهم بالتّعليم والممارسة والعبادة وإقامة الشعائر، سواء بمفردهم أو مع جماعة، علانية أو سراً". إلاّ أنّ هذا الإعلان في بلاد SWANA، منطقة جنوب غرب آسيا وشمال إفريقيا، يصطدم بالقوانين والمشاعر الدينيّة الّتي تدعمها دساتير دول الشّرق الأوسط لتصبح ذريعة لتبرير انتهاكات حقوق الإنسان، بما في ذلك تلك التّي تؤثّر على النّساء والفَتيات والأشخاص الّذين ينتمون إلى الأقليات الدينيّة والإثنية، أو غير المؤمنين والأشخاص على أساس ميولهم أو هويتهم الجنسيّة. حول حرية الدّين أو المعتقد FoRB اختتم اللّقاء التشاوري أعماله والمنظَّم من قبل جامعة دار الكلمة- فلسطين، والمنتدى الأكاديميّ المسيحيّ للمواطنة في العالم العربيّ (Cafcaw) في مدينة ليماسول في جزيرة قبرص. حيث نوّه القس البروفيسور متري الراهب رئيس الجامعة، مع د. باميلا شرابيه منسّقة أعمال (Cafcaw) ومديرة برنامج اللقاء التشاوري على أهميّة هذا اللّقاء ومناقشة محاوره ضمن مقاربة شموليّة لمفهوم الحريّة والّتي تضمن الحريّة السياسيّة والدينية والثقافيّة والفكريّة في مواجهة النزاعات وبناء مجتمعات سليمة شاملة. وقد تركّز نقاش اللّقاء حول ثلاثة محاور رئيسيّة في سياق منطقة جنوب غرب آسيا وشمال إفريقيا: الأجندات السياسيّة، حقوق الأفراد والجماعات الدينيّة وغير الدينيّة وإدارة التنوّع، قوانين الأحوال الشخصيّة والمساواة الجندريّة، مُتضمناً ورشات عملٍ وعروضِ أوراق بحثية ونقديّة. فقد عمِل المُشاركات والمشاركون من اختصاصيّات واختصاصيّين في علم اللاهوت والعلوم الإنسانيّة والسيّاسة والقانون ونشطاء في شؤون سياسيّة واجتماعيّة وقانونيّة شتّى أتوا من المَشرق العربيّ ومصر والخليج والمغرب العربيّ وأوروبّا على مسوّدة نصٍّ هو بمنزلة ردٍّ من منطقة جنوب غرب آسيا وشمال إفريقيا على إشكاليّة حرّيّة الدّين والمعتقد، على أن يَصدر النَّصّ النهائيّ في منتصف شهر كانون الأول. وقد شدّدت هذه المسوّدة على أنّ هذه الحرّيّة يجب مقاربتها بوصفها جزءاً لا يتجزّأ من مفهوم الحرّيّة كحقّ إنسانيّ عامّ، علماً بأنّ هذا الحقّ يعبّر عن ذاته في مجالات شتّى، غير أنّه لا يتجزّأ ولا يمكن اختزاله بجانب واحد دون سواه. ومن جهة ثانية، أكّدَ المشاركات والمشاركون أنّ الدين بالذهنية الطائفيّة المُستعملة في بلادنا ما زال يفرّق في ظلّ غياب العدالة في قوانين الأحوال الشخصيّة التي تحكمها المؤسسات الدينيّة على اختلاف طوائفها. هذا إضافة إلى انتهاكات لحقوق الإنسان ونقص في المساواة بين الأفراد والفئات المجتمعيّة، والعدالة بين الجنسين. نحن لسنا بحاجة لحرية دينيّة في الإيمان بل نحتاج إلى حرية دينية للجماعات غير الدينيّة ليكونوا أحراراً من السّلطات والمؤسسات التي تتحكّم بالدّين، وفصل الدّين عن الدولة والسياسة. |
Telosقضايا حاليّة أرشيف
|