مجلّة «تيلوس» (غرب أسيا وشمال أفريقيا) - (TELOS MAGAZINE (WANA
Arabic | English
  • الصفحة الأولى
  • أعداد المجلّة
  • مدوّنة
  • هيئة التحرير
  • صفحة الكتّاب
  • بريدنا
  • حول المجلّة
  • تواصل معنا
  • English

تفاسير ذكورية (١): التفسير الذكوري للخضوع

9/12/2022

0 Comments

 
مارسيل فؤاد
(
Marcielfouad3@gmail.com)
 سنحاول في ما يأتي نقد تفسيرّين حول آية بولس "أيتّها النساء اخضعن لرجالكنّ كما يليق في الربّ" (كو3: 18)
١) تفسيربنيامين بنكرتن، مكتبة الأخوة، (الموقع)
فشاء الله الخالق أن يجعل الرجل بمقام سلطان في بيتهِ ويوجب على امرأتهِ وأولادهِ الطاعة لهُ. لاحظ أن الوحي يُخاطب أولاً الذين تحت السلطان كالنساء والأولاد؛ لأن الطاعة منهم هي أعظم شيء؛ لأن النساء يجب أن يخضعن لرجالهنَّ بغضّ النظر عن صفاتهم فلا يجوز للمرأة أن تُقاوم رجلها أو تترأس عليهِ على الزعم بأنها أفهم منهُ أو أنهُ قاسٍ عليها. لأن الخضوع يليق بها في الرب الذي شاء وجعلها خاضعة لرجلها. وأما الرجال فيجب أن يحبوا نساءهم ويُعاملوهنَّ بالرفق والحنو. فإن كان لهم سلطان في بيوتهم حسب ترتيب الله فهو لا يتركهم يستعملونهُ حسب الحاسيَّات القاسية الطبيعية. الرب يعرف ضعفنا والأبواب التي تدخل منها التجارب الخصوصية. فالمحبة هي غريزية في النساء ومن النوادر تكون امرأة في تجربة أن تنفر من رجلها وتتطلع على غيرهِ، ولكن الخضوع لهُ في كل شيء يمنحها يوميًّا بحيث يلزم بأن تكسر إرادتها. وأما الرجل فلا يزال في تجربة أن يملَّ من عشرة امرأتهِ فتبرد محبتهُ ويتقسَّى عليها؛ فلذلك الوحي يُخاطب الرجال بما يناسبهم من هذا القبيل.
٢) تفسير ديفيد كوزيك، "الكلمة الثابتة"، آية كو3: 18
أَيَّتُهَا النِّسَاءُ، اخْضَعْنَ: الكلمة اليونانية القديمة المُترجمة اخْضَعْنَ هي كلمة مُستعارة من العسكرية، وتعني حرفياً "أقل رتبةً." فهي تشير إلى الطريقة التي ينظم فيها الجيش، فهناك مستويات مختلفة من الرتب والجنرالات والروّاد والنقباء والرقباء والجنود. وكل فرد مُلتزمٌ باحترام من هو أعلى رتبةً منه. • قد يكون الجندي أكثر ذكاءاً وأكثر موهبة وأفضل كإنسان من الجنرال. ومع ذلك، لا يزال اقل رتبةً من الجنرال. فهو لا يخضع للجنرال كشخص أكثر من خضوعه له كرتبة عسكرية. وبنفس الطريقة، لا تخضع المرأة لزوجها لأنه يستحق ذلك، بل هي تخضع له لأنه زوجها. • فكرة الخضوع لا علاقة لها بكون الشخص أذكى أو أفضل أو أكثر موهبة، بل لها علاقة بترتيب الله. " كل من خدم في الجيش يعلم أن الرتبة لا شأن لها بالقيمة والقدرة بل بالترتيب والسلطة." ويرزبي (Wersbie)
 
 
٣) نقدنا للتعليقين أعلاه
تعتمد التفاسير الذكورية، والتي تتسم بمحاولاتها المستميتة لجعل الرجل أفضل من المرأة، باستخدامٍ منحاز لآيات الكتاب، وأول طرقهم لذلك هو اجتزاء النص.
فبالنسبة للخضوع يجب أن يكون الخضوع مشروطًا بالفكر الصحيح والرأي الصواب ومن خلال المشورة. فليس منطقيّ مثلاً أن يكون الزوج أحمقًا مثل نابال، والزوجة جيّدة الفهم مثل ابيجايل، ثم يطلب منها الله أن تخضع للزوج! فكيف يجوز أن يكون الخضوع مبنيّا على نوع الجنس؟ وما الفرق بين مَن يقولون هذا القول التمييزيّ بين الجنسين وبين من يميّزون الناس حسب لون بشرتهم مثلًا.
في ضوء الكتاب، يمكننا أن نرى أنّ نِصْفَ الحقّ ضلالٌ كاملٌ، وهذا ما فعله الشيطان في تجربته مع المسيح حين حارب المسيح بجزء من المكتوب في الكتاب المقدّس (لو4). لا يمكننا تفسير آية كولوسي ٣: ١٨ على النحو الذي رأيناه أعلاه لأنّ هناك آية من أفسس تقول بوضوح: "خَاضِعِينَ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ فِي خَوْفِ اللهِ" (أف5: 21).
السياق القريب للآية يطلب من كل الكنيسة أن تكون خاضعة بعضها لبعض، أي تختفى التبعيّة للذكور لأنّ المرأة فى محضر الله إنسان مؤمنٌ لها كامل الامتيازات، فالمطلوب أن نكون مسرعين في الخضوع كلنا. لكن ما يُقال للمرأة أن الخضوع مرتبط بها كجنس في مخالفة لتعليم الكتاب حول خضوع الجميع بعضهم لبعض
ثمّ لو عدنا للكتاب بدون رأي مسبق، لرأينا أنّ إبراهيم ليس الزوج الذى تناديه زوجته "سيدي" فقط؛ فهو الزوج الذى تراجع عن موقفه وتمّم رأى زوجته سارة عندما عرف أنه الأصلح.فالله في الكتاب المقدس أمر رجل وهو ابينا إبراهيم بالخضوع لزوجته "فِي كُلِّ مَا تَقُولُ لَكَ سَارَةُ اسْمَعْ لِقَوْلِهَا" (تك21: 12).
إلّا أنّ بعض رجال الدين يقدّمون كلام سارة التي قالت لإبراهيم "سيدي" على كلام الله نفسه عندما يكون في صالحهم؛ فهم يطالبون العروس في أن تدعو زوجها "سيّدًا" لها مع أن يوجد نصّ بلسان المسيح نفسه يمنعها عن ذلك: "وَأَمَّا أَنْتُمْ فَلاَ تُدْعَوْا سَيِّدِي، لأَنَّ مُعَلِّمَكُمْ وَاحِدٌ الْمَسِيحُ، وَأَنْتُمْ جَمِيعًا إِخْوَةٌ" (مت 23 :8). ومن الضروري التذكير بأن لفظ (سيدي) الذي قالته ساره قالته فى سرّها، أي أنّه كان علامة احترام داخلي. وإبراهيم كان هو أيضاً كان يبادلها الأحترام، لأنّه حتى فى صلاته وعلاقته مع الرب رفض أن يصفها بأنها عقيمة، بل وصف نفسه أنّه عقيم "فقال إبرام أيها السيد الرب ماذا تعطيني وانا ماض عقيما" (تك 15 : 2)، وذلك رغم أنّ سارة هي التي لم تكن قادرة على الإنجاب، وكلام  ابراهيم كان سرا. إذًا، الاحترام بين إبراهيم وسارة كان ينبع من الداخل وهو شيء متبادل.
نجد في ضوء الكتب المقدس أنّ رجالًا خضعوا لنساءٍ بأمر إلهيّ:
  1. في الأسرة: خضوع إبراهيم لسارة "فِي كلّ مَا تَقُولُ لَكَ سَارَةُ اسْمَعْ لِقَوْلِهَا" (تك 21 :12). كما مدح الله عدم خضوع ابيجايل لزوجها الأحمق ووصفها بأنها جيدة الفهم ولم يعاقبها على عدم الخضوع 
  2. في المجتمع: خضوع داود لأبيجايل "وَمُبَارَكٌ عَقْلُكِ، وَمُبَارَكَةٌ أَنْتِ، لأَنَّكِ مَنَعْتِنِي الْيَوْمَ مِنْ إِتْيَانِ الدِّمَاءِ وَانْتِقَامِ يَدِي لِنَفْسِي" (1صم25: 33).
  3. في الوسط الدينيّ: خضوع يوشيا لخلدة النبيه "وَأَمَّا مَلِكُ يَهُوذَا الَّذِي أَرْسَلَكُمْ لِتَسْأَلُوا مِنَ الرَّبِّ، فَهكَذَا تَقُولُونَ لَهُ: هكَذَا قَالَ الرَّبُّ إِلهُ إِسْرَائِيلَ مِنْ جِهَةِ الْكَلاَمِ الَّذِي سَمِعْتَ" (2أخ 34: 27).
إنّ التفاسير التي تطالب النساء في المطلق بالخضوع لأزواجهنّ هي ضد المنطق، ومخالف لما نقرأه في الكتاب، فالأنسان الخاضع طول الوقت هو عبدٌ، والله نفسه أعطانا الحرية الكاملة، لذلك كل إنسان سيعطي حسابًا عن نفسه. لم نسمع في الكتاب المقدس أن الرجال سيحاسَبون عن زوجاتهم، ولم يُحاسَب اّدم عن حواء. إنّ الله منحنا الحقّ بأن نختلف معه كيف يمنح الرجل حقًّا أعلى من حقّ الله نفسه ويطلب من الزوجة عدم مخالفة الزوج، وكأنّ الأخير أعظم من الله نفسه!
على النساء أن تفكرن وتبحثن ولا تسمحن بوجود وسيط بينهنّ وبين الله، فهذا الكلام ليس كلام الله، بل أمنيات الرجل الذي أستخدم الله لتحقيقها.
0 Comments

Your comment will be posted after it is approved.


Leave a Reply.

    Telos

    قضايا حاليّة
    Current Issues

    أرشيف
    ​Archives

    December 2022
    October 2022
    August 2022
    July 2022
    May 2022
    April 2022
    March 2022
    January 2022
    December 2021
    May 2021
    April 2021
    March 2021
    February 2021
    January 2021
    November 2020
    October 2020
    September 2020
    August 2020
    July 2020
    June 2020
    May 2020
    March 2020
    November 2019

    فئات
    Categories

    All
    Arab World
    Book
    Conference
    Covid-19
    Education
    Inclusion
    Inclusive Society
    Middle East
    Palestine

    RSS Feed

Powered by Create your own unique website with customizable templates.
  • الصفحة الأولى
  • أعداد المجلّة
  • مدوّنة
  • هيئة التحرير
  • صفحة الكتّاب
  • بريدنا
  • حول المجلّة
  • تواصل معنا
  • English