ميلاد أسعد موسى، إعلامي
عن طريق الخطأ، واثناء نقاش عابر مع أصدقاء مقربين، طرحتُ فكرة قديمة جديدة على ذهني وهي عدم معمودية المسيح على يد يوحنا المعمدان استنادا لانجيل يوحنّا، فالنص الإنجيلي في يوحنا لا يذكر ابدا بأن المسيح قد عمد على يد يوحنا بل وتشعر بأن يوحنا من خلال النص لايعرف المسيح ابدا، وفي النص ذاته لم يتبادلا أي كلمة، أبدا. وهذا هو نص إنجيل يوحنا 1 : 29 "وفي الغد نظر يوحنا يسوع مقبلا اليه، فقال:«هوذا حمل الله الذي يرفع خطية العالم! هذا هو الذي قلت عنه: ياتي بعدي، رجل صار قدامي، لانه كان قبلي. وانا لم اكن اعرفه. لكن ليظهر لاسرائيل لذلك جئت اعمد بالماء». وشهد يوحنا قائلا:«اني قد رايت الروح نازلا مثل حمامة من السماء فاستقر عليه. وانا لم اكن اعرفه، لكن الذي ارسلني لاعمد بالماء، ذاك قال لي: الذي ترى الروح نازلا ومستقرا عليه، فهذا هو الذي يعمد بالروح القدس. وانا قد رأيت وشهدت أن هذا هو ابن الله». وفي الغد ايضا كان يوحنا واقفا هو واثنان من تلاميذه، فنظر الى يسوع ماشيا، فقال:«هوذا حمل الله!». فماذا لو ان المسيح لم يعتمد على يد المعمدان؟ ما تأثير ذلك على بشارة المسيح وعلى إيمان المؤمن. فركائز الإيمان لا تعتمد على معمودية ولا على قبر فارغ. التعلق بشخص المسيح يحتاج لعلاقة، لمسيرة طويلة، لفهم ونقاش . الغريب في الأمر ان أي معلومة خارج نطاق المألوف يتم التصدي لها بقوة وعنفوان المؤمن الصنديد، بالإضافة إلى تكفير فوري، مع غياب للحجة والنقاش والبرهان. يسوع بنفسه كان ملك الحجة والمنطق. أنسينا عندما قال اعطوا مال قيصر لقيصر، ومال الله لله، وغيرها من المواقف القوية ليسوع المسيح. هل تحوّلَ التعليم الكنسي إلى تعليم هجومي مغلق لايقبل النقد، ولا يقبل النقاش؛ على الأقل هذا ما نلمسه في بعض التعاليم والمناهج الكنيسة التي للأسف تقدم للأطفال. فتغرس فيهم الأمان بالمعلومة وتبعدهم عن البحث الدقيق. لينشأ جيل من فكر واحد، هجومي، لايقبل أي رأي مختلف، أو يدعي القبول لفترة ثمّ، وما أدراك ما ثم؟ في ظل ما نعيش من انفتاح وتطور وتكنولوجيا ووسائل تواصل اجتماعيّ، يجب على كنائسنا وعلينا ان نطور أساليب التعايش مع الزمن وتطوير المجابهة لاطفالنا ( شباب الغد ) لكي لا نكرر خطأ الجمود العقائدي. وأختم مع القديس بطرس الرسالة الأولى – 3 – 15 " كونوا في كل حين مستعدين للرد على كل من يطلب منكم دليلا على الرجاء الذي فيكم" ملاحظة: دائما عيني هي عين الإعلامي والصحفي والناقد، لا ادعي الصلاح والكمال، انا مجرد باحث، أكتب كما أرى.
0 Comments
Your comment will be posted after it is approved.
Leave a Reply. |
Telosقضايا حاليّة أرشيف
|