الاعلامي ميلاد موسى
تطبيل ، تزمير ، هجوم ، دفاع ، سرقة ، تشويه ، تحميص وتفحيص ، كشف للحقائق ، كشف للأكاذيب ، أم ادعاءات حاقد .. هامات تسقط ، مناصب تتهاوى ، أم أشجار مثمرة ترمى بالحجارى . فوضى مسكونية ، فوضى مسيحية ، فوضى إيمانية ، والهدف والمنى والدليل والحجة، هي دايما أبدا ، الاقتراب من يسوع المسيح ، تنفذ تعاليم المعلم الأول ، وكل يشد اللحاف إلى جهته ، وكل يغني على ليلاه واذا كنا نظن خيرا بهذا وذاك ، في اليخيبة ما نظن ، واذا كان المسيح الان بيننا لحلف اليمين الكبرى وأقسم على التوبة وعلى وعلى ... وترك لنا الجمل بما حمل . قبل أن تتسائل وتمتعض وتغضب من مقدمة تشبه إلى حد كبير واقع كنيستنا ، دعنا سوية نقرأ بين سطور الأيام والإيمان والأفعال الكنيسة الاولى : في بادئ الأيام صعدت إلى العلن الكنيسة الاولى التي نشأت على حب الآخر وتوزيع الثروات والخيرات بشكل عادل ، فكان الرسل والمؤمنين متساوين في كل شي ، ولكن لم تخلو هذه الكنيسة من الصراعات والمماحكات ، فلا تتصور أخي القارئ ان الحياة كانت سرمدية ، بل كان هناك صراع قوي ، فهناك الذي يريد سحب البساط لليهود الاوائل وهناك من اراد البشارة لكل الامم ، وهناك من طالب بهذا، وهناك من طالب بتلك ... والشرح يطولة وكل منا له اطلاعه على تلك المرحلة الكنيسة الثانية : لما تم ترسيخ البنيان وانتشرت المسيحية بشكل كبير واصبح للكنيسة سلطة وسطوة وجبروت ، ظهرت أيضا مشاكل من نوع آخر ، لسنا هنا بصدد تعدادها بشكل كبير ,لكن من منا لا يتذكر سكوك الغفران ومحاربة الكنيسة للعلم وغيرها من الافعال التي نعتبرها اليوم مشينة ، ولكن السوال هل يمنع كل ما تقدم من وجود القديسين والمفكرين والحاليمن والطامحين بغد أفضل ، ألم يكن لهم الفضل في تطور الكنيسة وووصلوها الى يومنا هذا والامثلة تطول صديقي القارئ الكنيسة الان وغدا : في عالمنا المعاصر هناك الكثير من علامات الاستفهام على عمل الكنيسة فمن جهة أصبنا بطفرة تكنولوجية وعلمية كبيرة ، ومن جهة أخرى مصائب عالمنا كبيرة وكبيرة وكبيرة، بينما الكنيسة كأنها تعيش في طابق آخر . تحاول المسكينة اللحاق بكل ما تقدم ، تحاول على خجل احيانا تقديم المساعدة هنا وهناك ولكن بسبب كثرة اخطاء بعض القائمين عليها ، أو البعض الكثير منهم فإنها تحارب طواحين الهواء نظرة أخرى : في عالمنا اليوم يجب الفصل بين الكنيسة كمؤسسة دنيونية فاشلة وبين الكنيسة كمؤسسة روحية قوية واذا تغيرت نظرتنا لها نستطيع مقاربة الامور بشكل أفضل ، ولكم مني هذا المثال : في عالمنا اليوم الموظف الحكومي الذي يصبح من اصحاب الملاين نقول عنه حربوق ومدبر راسو ، أما في الكنيسة فنقول عن الموظف ( الكاهن ) سارق ونهب أموال الكنيسة . لماذا اذن تتغير المعاير في الكنيسية ؟ لست هنا بصدد الدفاع عن أحد ولا تبرئة أحد ولا الهجوم على احد ولكن لنوسع دائرة تفكيرنا ، ففي الكنيسة الموظف الصالح والموظف السيئ ، ولايجب الحكم على كل الكنيسة بأنها فاسدة ، أو اطلاق الاحكام على طائفة من الطوائف بأنها فاسدة . بيتها الداخلي مهلل : لو تعرض منتخب سوريا أو لنبان او الاردن لهزيمة أمام منتخب البرازيل في الكرة القدم ، يكون الخبر عاديا جدا . أما لو فاز أحد هؤلاء المنتخبات على البرازيل ، ستقوم الدنيا . وهكذا بما ان الكنيسة تحمل لواء المحبة والمساعدة والخير فستكون فضيحتها كبيرة ، ومصيبتها اكبر ، ولكن يجب أخذ الامور بعين التعقل . فالكنيسة كما هي جماعة المؤمنين ، فهي كذلك منا ، من لحمنا ودمنا ، فبين الرسل نفسهم كان الخائن يهوذا والناكر بطرس .. الخ فهل تطلبون من كنيستكم ان تكون كلها قديسين يقول عالم الاجتماع علي الوردي بأن الحقيقة في عالمنا نسبية وضرب مثال من كتابه مهزلة العقل البشري قال : "اجتمع فارسين حول تمثال الاول ادعى ان الثمثال لونه أحمر والثاني قال أصفر ، ليبدأ الاقتتال بينهم وبعد حين اكتشفا ان التمثال مقسوم قسمين ولونين قسم احمر وقسم اصفر " المؤمنون : في فوضى ما تقدم يعيش المؤمنون حالة صراع داخلي ( شيزوفرينا ) فبعضهم يرى الاخطاء ويبتعد ولكن بنفس الوقت لا يستطيع مغادرة الكنيسة التي تربى وعاش وبنى ذكرياته فيها ، فالكنيسة لغالبيتنا هي مكان صقلت فيها شخيتنا وكبرت آمالنا ومنهم من يدافع بقوة عن اي شي تتعرض له الكنيسة حتى لو كان الانتقاد صحيحا ، ويدين من يقف في المقبل الاخر فانقسم الشعب بين مؤيد وعارض ، ودخل الحابل بالنابل ، وابتعدنا عن الموضوعية والمنطق .. لك حرية التفكير ولك حرية الرأي ولك حرية الانتقاذ ، أما التعميم والاساءة والتشهير والتحقير والتطبيل ، فهي أسوأ مافي الاعلام الحديث . وللكنيسة نقول : ألم يحن الوقت للعب دور آخر جديد ، ألم يحن الوقت لمواكبة عصر جديد بفكر جديد ولاهوت جديد ... الم يحن الوقت لرجال جدد .. الم يحن الوقت ؟
0 Comments
Your comment will be posted after it is approved.
Leave a Reply. |
Telosقضايا حاليّة أرشيف
|